ابداعات

وجهان لعُملة واحدة

آية عبده أحمد

 

الحب لا منطق له، والقسوة قيل أنها قد تكون عطفًا، والبعيد أحيانًا يكون أكثر الناس معرفة بما يحدث لنا، يحوي أسماءنا في دعائه، يحمينا بطرق لا نفهمها دون علمنا، ويمكننا أن نلخصه في كلمة واحدة “الأمان”.

 

الأمان يأخدنا بيدنا للمكان الذي يتوجّب أن نجده فيه، إلى بلادنا، لكن هنا الوضع مختلف قليلًا، فالفوضى تعمّ كل شيء، وغادر الأمان هذه الأراضي منذ سنوات طويلة، حتى نيلها يثور أحيانًا، ويُصاب بغيبوبة تُبقيه ساكنًا أحيانًا أخرى.

 

 تلك البلاد التي شرّدتنا، وجعلتنا لاجئين فيها، ثم زرعت الخوف في أوصالنا، كمعلم صارم يضرب طلابه كل يوم، أبكتنا وأوجعتنا، وتركت ندوبًا عميقة لا يستطيع الزمن محوها، إلا أننا أحببناها رغم كل ذلك.

 

أنا هنا في ربوع وطنٍ جريح، وطن يحاول أن يتعافى، فينهار في كل مرة، تارة يختنق من الغدر، وأحيانًا من خيانة أبنائه له، ومرة أخرى يغرق حزنًا 

من فرط ما به، ويئن من الوباء الذي أصبح متوارثًا لأمدٍ طويل، مرض خطير يدعى “داء السُّلطة” يجعل مصابيه يلعبون بالكراسي.

 

 

 

هكذا هي البلاد، وهكذا هو الحب، كلاهما بلا منطق، إلا أنهما وجهان لعُملة واحدة، بينهما الكثير من النقاط المشتركة، يجعلانك تحت سطوة شعور غريب، الابتعاد عن الحب يجعلك تشعر أن شيئًا ما فاتك، وعند البُعد عن البلاد.. تتسلل الغُربة إلى داخلك، فتكبُر مئة عام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!