✍️ يوحنا عزمي
ليس سراً أن إيران تقوم الآن بمفاوضات خلف الستار مع إدارة ترامب وان ترامب قالها علناً بأنه على طهران الموافقة على الشروط الأمريكية وإلا سوف يتم قصف إيران ، وليس سراً ان إسرائيل التى كانت تتخوف ان تقوم بهذه العملية بشكل منفرد قد تجرأت فى هذا الملف بعد الدعم الأمريكي عامي 2023 و2024 والذى أدى إلى إنهيار المشروع الإقليمي الإيراني وإلى حقيقة إنهيار قدرة إيران على ضرب إسرائيل انطلاقاً من سوريا ولبنان وغزة.
وربما الكلمات الأخيرة هى مقصد هذا المنشور ، ان إيران فى مفاوضاتها الجارية مع واشنطن ، وفى سياساتها الخارجية ، لا تزال غير مستوعبة رغم محاولات ممارسة الواقعية السياسية ، ان طوفان الأقصى فى واقع الأمر كان نكبة إيران ، انهيار السرديات قبل انهيار الاذرع الإيرانية ونكتة وحدة الساحات وجبهات الإسناد ، وحتى السكربت الإيراني الذى خال على البعض أنهم لم يقدروا على حوثيين اليمن غير مقنع لاى عاقل لأن اليمن معركة مؤجلة لصالح أمريكا والخليج العربي وليس بأيد إسرائيل.
لا يزال ملالي طهران يظنون ان الإسلام السياسي الشيعي قادر على لعب دور ما ، يحاولون بفلولهم فى سوريا ولبنان وغزة إثبات ان لديهم القابلية لأن يكون لهم دور ، بينما فى الواقع ان المشروع والدور الإيراني الإقليمي الوظيفي قد لفظ أنفاسه بالفعل والمفارقة أنه لفظها على يد إدارة ديموقراطية تنتمي إلى شلة من الساسة الأمريكان كانوا فى مرحلة ما هم عرابين هذا الدور والمشروع الوظيفي الإيراني لصالح الغرب وأمريكا قبل ان يصل النظام الإيراني اليوم إلى مرحلة إنتهاء الصلاحية والكارت المحروق.
إيران اليوم أضعف من اى وقت مضى ، ربما لم تكن ضعيفة بهذا القدر منذ مئات السنين وليس عشرات السنين.
والقرار اليوم فى أروقة الغرب وليس فى دهاليز الشرق .. هل إيران بعد طوفان الأقصى صالحة للعب دور وظيفي جديد لصالح الغرب بوجه الشرق ام ان التخلص من الكارت المحروق بحرق إيران نفسها قد جاء دوره وتفكيك فسيفساء الهضبة الفارسية وتفجيرها بوجه الصين وروسيا والهند والخليج العربي واسيا الوسطي وتركيا قد حان وقته؟