ابداعاتخواطر

كبسولة هدوء

بقلم / إسراء رزق

 

بشغفٍ منعدم، يُحدّق في الوقت. إنها الحادية عشرة إلا الربع، وقتٌ غير كافٍ لإحضار الإفطار وارتداء ملابس العمل. بخطواتٍ ثقيلة، ينجز بعض رقائق الجبن مع كوب القهوة بشهية ضعيفة تكاد تكون منعدمة. يحتسي قهوته بينما يشاهد بعض مقاطع الفيديو غير الهادفة.

 

يحين وقت العمل، ويملؤه شعور بعدم مجابهة الوقت لأعماله. تمضي ساعات العمل متنقلًا بين المهام، في سباقٍ مع الزمن، خشيةَ التأخير الذي يلازم يومه.

 

ينتهي اليوم بعد سبع ساعاتٍ من العمل واثنتي عشرة ساعة من النوم. يعود إلى البيت منتعشًا، حذاؤه ما زال في رجله، ثم يرتطم بسريره بشعور أمان، فقد وصل أخيرًا إلى منطقة الراحة.

 

يبحث عن هاتفه، مجاهدًا نفسه للتخلص منه. يساند أفكاره كي تنتظم، محاولًا إكمال ما تبقّى من مهام اليوم دون تشتت أو أفكارٍ بلا هدف. يتحوّل من الناضج إلى الخبير.

 

يُقنن من ظهوره قائلًا لنفسه: “لا شيء يستحق القتال، لا شيء يستحق المزاحمة”. ينسى أن يأكل، أو بالأحرى، يتجاهل ذلك. ثم تأتي “كبسولة النوم”…

 

تلك التي تخطفك إلى عالم النسيان، تهرب بها من عاصفة التفكير وانتظار المراد. تأخذك إلى ما لا نهاية، ترمي بك إلى جانب السور، قد تكون ملاذًا من الضغوطات والتفكير المفرط.

 

في هذه الكبسولة، تشعر بالتحرر من العواطف والتفكير، وتتجاوز الحدود والقيود. إنها رحلة إلى عالم النسيان، حيث يختفي القلق والهموم.

 

تذهب بعيدًا، لكن… تنتقل الأفكار تباعًا إلى عقله، مشيرةً إلى دوامة “التفكير المفرط”، لينطلق الصراع بين التعب ومحاولة الوصول إلى نومٍ هادئ.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!