ابداعات

أحببت ليلى

 

محمد الشحات الباهو

 

أتأذني لخادمك عقدتي الأذينية، أن تطلقي السمفونية؟ أي سمفونية، وأي حفل يا تُرى، وأي ضيف، من العازف، ومن المنشود؟!

أسئلة محيرة، بأجوبة صامتة، بخدوش وجه رمادية، حمقاء أيتها العقدة، تعطيني الحياة الرمادية، ثم الآن تستنكري ويحك!

 

أيها التامور، يا رقيق الظل، مؤنس أنت، وكافر من جحد، هلا تمنحني برهة لضيفي، هلا بكؤوس من الود تستضيفه، وبرحيق ورود العشق تكنفه، وبسمفونية نبض عقدة الفؤاد تمزجه، إن عطش ضيفي فاخدش رقيق غلافك وارويه، وإن أراد المزيد، فاربط على نفسك كأس الموت، وامنح الفؤاد بأسره له.

 

أي عزيزة سواكِ، وأي مسكن في القلب قليل لشرفكِ، هلا تدخلي الفؤاد صاحبة مقام، لا ضيف، بلا استئذان اقبلي، وبضحكة شفتاكِ، هلا زلتي عني كآبتي، الليل ثقيل دونك، تلك الضيف، يا ويلى منه يا حسرتي من بعده!

 

عقدة الفؤاد، أطلقت سمفونيتها الآن، كأن رسم القلب يتراقص بتغانم تارةً يخفق بشدة ضاربًا الأرض بقدمه، ليلقي التحية لملكة قلبه، الورود متناثرة، أجنحة الفراشات الآن تتدلى لتحجب الحرور عن رقيقة غزالة مثلها، أُطلقت الآن الدفوف بشدة، الحرب الآن، وأي حرب أشد من تلقائي بعينيك.

 

أتدرك نظرة البلهاء، أن يُذهب بعقلك بضع الوقت، دقائق وأي دقائق كأنها عقود من الزمان، أشعر بأن أحبال تشد عيني من اتساعها، القلب يتسارع ليقدم لضيفي مشروبًا، أحمق أيها القلب، أي عرق، واحمرار وجنتي التي هديتني بها.

 

أنا أمامها الآن عاجز، السنوات تمر، وأظل كما أنا، متيم، مشتاق، مهاجر، تعصف بي عيناكِ، كأنها جلاد يمزق بي حنيني، سأكتب لك أحرفي، وسأستنشق عباراتي، لتشكل أسطر تسير في دمي، ليحكي كل سطر عنك، لتعرف كل خلية في انك ضيفة القلب ومليكته.

 

يا غزالة، من شفتاكِ تلونت البهجة، ومن عيناكي أنس الليل، خفيفة الظل أنت، قطعة جلوكوز لمريض كاد يفارق الحياة، وأي مريض سوايّ، الآن العقدة تطلق سمفونية حزينة من جديد، العين تأثرت، من ماؤها زُرع في الفؤاد نبتة، كل ثمرة منها، تنبت حرف منك، في الربيع ثمرة سميتها ميم، وطال الجفاء فكان ألف، ثم نبتة حسنة كأن راؤها الروضة، ثم ماذا ؟ ثم ضاق فؤادي، فعجزت أنا، هاجرت أنا، ونسيت آخر حرفين، في حريق الفؤاد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!