ابداعات

خيال وواقع

 

آية عبده أحمد 

  بعد الكثير من المعارك التي تستهلك الإنسان، رغم أنها تجعله يتحلى بالقوة، إلا أن الندوب تعيد له الذكريات، وتأخذه للحظات التي حارب فيها بجسارة، يراه الجميع محظوظًا؛ لأنه عاد سليمًا، ووحده يعلم حجم الهزائم، وخساراته التي بالمقابل لُقّب بطلًا بسببها.

 بعد كل هذه الأحداث، كان لا بُدّ من هدنة سلام مع الحياة، أن يهرب المرء من الضجيج إلى الهدوء، ويبدد الخوف بالطمأنينة؛ ليهدأ باله، فكانت العُزلة مع الطبيعة هي الحل.

 في أرضٍ بعيدة؛ كأنها من وحي الخيال، تحديدًا على الجبال التي يُزينها اللون الأخضر بالكامل، والغيوم التي تشكّلت في لوحة فنية، والثلوج التي أبت إلا أن تترك أثرها منافسة اللون الأخضر، ثم الشمس التي جاءت على استحياء؛ لتجعل من الواقع خيالًا من شدة جمال المنظر.

  في ذلك الكرسي الخشبي المُعمّر، وعلى يميني طاولة دائرية صغيرة، هناك في أعلى الجبل، وقُرب الشجرة التي صُنِع الكرسيّ والطاولة من إحدى فروعها، برفقة دفتر مذكراتي وكوب القهوة الساخن، أُحاول أن أجد جوابًا هل هذا خيال أم واقع؟

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!