ابداعات

“ندباتٍ لا تبرأ”

 

منة اللّٰه عتمان 

 

نُصر على المحاولة، ونُلقي بأنفسنا في أشياء نعلم يقينًا أنها لا تُشبهنا،

أشياء تلفظنا كما تلفظ الصحراءُ البذور، تأبى أن تنبت فينا أو نُزهِر فيها، ترفضنا كما ترفض الحياةُ أرضًا أقسمت أن تبقى قفرًا.

 

نظل نُلاحقها،

وهى تتسلل من بين أيدينا ككائنٍ خائف من وجودنا؛ كأننا ظلٌّ ثقيل يطاردها، كأن فينا شيئًا مرعبًا لا يُحتمل، فيترك بذلك فينا ندبة تسمى الحظ السيء، تخلق فينا ألمًا لا تضاهيه سنوات من التعافي .

 

ورغم كل ذلك، نستمر…

نُحاول، ونتكئ على المحاولة حتى ينقطع فينا النَّفَس.

 

ولا نعلم لماذا!

 

أتُرانا نفعل ذلك حتى لا نُلام على تقاعسٍ؟

حتى لا نتعثر بندمٍ يعيش على بقايا الـ”لو”، ككائنٍ ليلي لا يحيا إلا في ظلمة الندم؟

أم نحاول هربًا لا شجاعة؟

هربًا من مطاردة المجهول، من شبح البدء من جديد؟

تلك البداية التي كثيرًا ما تُخيف أكثر من النهايات…

 

ربما نحاول، لا لأننا نأمل، بل لأننا نخشى أن ننكسر إن توقفنا، فبعض المحاولات لا تُخاض لتنجح، بل لتقول للروح: “لقد فعلتُ ما استطعت.”

 

ولكني الآن…

أحتاج إلى سُلفة،

أُريد أن أستعير طاقةً للمحاولة، طاقةً للبدء من جديد.

أُريد شيئًا من التفاؤل الذي سُرق مني أثناء معركتي الطويلة ضد اليأس.

 

فلا تُحاسبوني إن بدوتُ ساكنًا،

فالقلب يحفر تحت الركام بحثًا عن نبضٍ أخير،

والروح لا تزال تُجاهد كي لا تموت واقفة،

أعيروني فقط بعض من الأمل، علني أعود يومًا لا مستلفًا للحياة بل صانعًا لها.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!