شـﮭـد عبد اللطيف
استيقظت على صوت الهاتف المزعج يخبرني أن أكُف عن النوم، فتحت عيناي وأنا بالكاد أرى، يا ترى كم الساعة؟ إنها الثامنة صباحاً.
تركت سريري وأنا في حالةٍ يرثى لها، كل شيءٍ مبعثر وفوضوي تماماً مثل أفكاري، وقفت أمام المرآة ويا ليتني لم أفعل.
فتاة ذات شعرٍ طويل، مجعدٌ وكارثي، عينان تلونا بلون الدماء، وجفون سوداء مزعجة. لا أعرف من هي تلك الفتاة ولم هي في مرآتي أصلا؟
حدقت في الصورة المنعكسةِ أمامي ربما أتعرف عليها ويا للسخرية! هذه المومياء هي أنا، جسد بلا روح انطفأت فيه مؤشرات الحياة. أدركت أنه مرت أيام وشهور وربما سنوات وتلك المومياء لم تغادر تابوتها ولم ترى الشمس حتى، وربما لن تفعل أبداً.
ربما لم أنضج بعد، ربما متاهتي ليس لها نهاية! أنا أدور في حلقات مغلقة، ربما ليس مقدرًا لي أن أجد الحب، ربما السعادة هي مجرد سراب من نسج مخيلتي الغبية، أشعر بالاختناق رغم أن الرياح تعصف بي دائماً، أرتجف من البرد رغم حرارة جسدي العالية، ربما يكون الخطأ في وجودي! ربما ينتهي البؤس عندما أغمض عيناي إلى الأبد.
ولكن.. هل حقاً سينتهي؟ هل ستطرق السعادة أبواب الجميع عند رحيلي؟ ماذا لو أنه فقط سوء فهم! ماذا لو كانت السعادةُ مختبئةً في مكان ما خارج التابوت!
فتحت عيناي، وفتحت نافذتي فتخلل ضوء الشمس غرفتي. أزحت الغبار عن مرآتي، الشعر المجعد ليس بهذا السوء! انعكس ضوء الشمس على إحدى مقلتي، لم أكن أعرف أنها يمكن أن تضيء بلون العسل! الفوضى في غرفتي كانت كتبي المفضلة، وملابسي التي تزيدني جمالاً، وبعض الهدايا والدمى اللطيفة من أصدقائي! ابتسمت شفتاي دون أن أدري لم أدرك أن سبل السعادة كانت حولي طوال الوقت!.
وأخيراً وجدتها، وجدت سعادتي. ربما أدركت متأخراً، ربما كان يجب أن أبحث خارج التابوت من البداية، لكن لا بأس وجدت ضالتي في النهاية.
وأنت ماذا عنك؟ هل بحثت خارج تابوتك عن ضالتك؟