رحمة خميس
جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب، تنظر لي خلسة، وتنظر للفنجان باستعجاب، تبتسم تارةً، وتتبدل ملامحها للظلام تارةً أخرى، قالت يا ولدي الحب عليك هو المكتوب.
هل تلهث دون وصول؟
أهذا كان سؤالها الذي أثار النبش داخلي، نبشٌ كنت أتجاهل آلالامه الخادشة، بدا بسؤالها هذا كثقبٍ أسود ابتلع حديثي معه.
هل بسؤالها أثار حفيظة قلبٍ حاول تناسي قدره المُبهم؟ أم أغار بالجُرج عميقًا وطفى بسطح الذكريات حيث كان؟
فنجانك دليلك يا ولدي، سيجدك الحب الذي رسمته، يعرف طريقك وسيصلك الحبيب وسينتهي عهد سواد الليل الحالك، وستبدأ معها السبع سُنبلات خُضر.
باغتتني بقول كسحاب اصطدم ببعضه، وأنزل ماؤه بقلبٍ كان السواد عينه، ولونه المفضل، أزال ما بقي من آثار الدجى، وأصبح للقاء الحبيب ينتظرُ.
سأجد الحبيب حقًا؟ سأجده وليس سوف أجده؟ سيأتي مُسرعًا حقًا؟
قالت والضحكة تملأ وجهها: يا ولدي، ستجد ما تريد، وما الصبر إلا بتهذيب وسيطبع على قلبك قدرُ لا مهرب منه ولا طريق.
أخرج والشوق يملأني كقدم وأطت بستان القصر، وقلبُ أحاطت جوانبه أزهار بونسيانا حمراء تشع مع نور الشمس بلونها القرمزي.
سأجد وطني المفقود، وقلبي الذي ترك قدره للمكتوب، وتلك الأمنية الضائعة في البحث عن حب مسلوب.