أحمد مصطفى
كنتُ في الجوار
والآن لا أُجار
أتكئُ في خطواتي على الدمار
شعلة من نار
قد أُخمدت
وشعلة من اليأس
قد اشتعلت
في جيبي
لا يخلو منه الحلوى والدينار
في جيبي
مفتاح ابتسامة المارة والأطفال
حيث صورتك تُدفِؤه
في جيبي
هواء يكاد يخلعه
لا حلوى ولا دنانير
ولا صورتك ولا فتيل
فقط ذرات التراب
التي لمستها أقدامك
أقف في مرآتي
أهتم بتفاصيلي بعيوني
اكتشفت أنني أحتاج إلى نظارة
سوداء وطبيّة
الأولى حتى أُخفي عيوب عينيّ
والثانية تصحيح نظر لها
كل هذا كنتِ تحملينه عني
حتى شعري بدأ بالتساقط
يداي صلبة بالنسبة إليه
يداك حرير بالنسبة إليه
وأنا ضعيف بالنسبة إليّ
وأنتِ قوايّ بالنسبة إليّ
وأنتِ كل الأشياء بالنسبة إليّ
قليل الحيلة بالنسبة إليك
الحب القديم بالنسة إليك
ولا شيء بالنسبة إليك
مودّعتي بلا غفران
أسألك العصيان
دائمًا كنت أثق في حدسك
وفي قلبك
والآن أرجو أن تعصيه
فإنه لا يفعل ما يهديه
ألستُ أنا من رعيْته؟
ومن حبي أدغقت عليه؟
فكيف يعصرني بين يديه؟
ويزعم ما فعلت يديه!
دعيني أملي عليه
كم قبلة لاعبت شرايينه
وكم كلمة غازلت أوردته
وكم نقطة دمٍ سماها باسمي
أسامحه ولا أسامحك
أسامحه ولا أغفر لك
هو بلمستين يعود إلى ظلّي
ولو جلستُ أدعوك لعامين
ما انتبهتّ لظلّي
ويبدو أنك هكذا تظلّي
ولا تظلّلي من يحترق من شمسك
أعود في ما كتبت أم لا أعود
صراعٌ إلى اليوم الموعود
قبل أن أكتب أنني أسامحك
وأستعد على تجديد العهود
وقتل الأزهار من أجلك
فأنتِ الزهرة الوحيدة
التي تستحق أن تعيش!.