هاجر متولي
أقسى أنواع الفراق هو فراق قلبك عمن تحب، عندما تتعلق وتدمن من لم يكن لك، حينها ستجد أن عقلك وقلبك يريدان البقاء، بينما أنت تهوى بينهما وتضيع، كل منهما يحثك بالبقاء، وكل جزء منك يود الرحيل؛ لينهي هذا الصراع بداخلك، وتلك المعارك لم تخرج منها سالمًا.
فيظهر جزء كبير من الضغط النفسي عليك، لا تعرف مداه بداخلك، وتمارس حياتك اليومية معه، تضحك وتعمل وتكتب المنشورات، وتلتقط الصور، وتصرخ من حين لأخر دون صوت معلن، وكأن جزء منك به ضجيج، لا تعلم كيفية اسكاته عن نباحه هذا.
ليتنا نمتلك في حياتنا حق الإعادة، للحظات وشعور وضحكة، ليتنا نملك إعادة الحياة لنا بطرق مستوية، وأن يتوقف الزمن عند لحظات كنا فيها نبتهج بلا حساب، لا نريد أن نكبر، ولا نريد أن نتعلم الدرس من الحياة بهذه القسوة، نريد أن نبقى بذاك النقاء، والبراءة، ونستعيد فرحتنا من جيوب الحياة القاسية.
كدنا أن نخسر النسخة الأمنة والحنونة منا، وكلما حاولنا مرارًا استرداد جزءًا منها سقطنا عبثًا، أعلم أن الأمر ليس بهين، ولكن ألم تجدي كل تلك المحاولات بنفع يومًا؟
ليت هذا الصراع ينفك عن جذوره بداخلنا، وتقل مساحة الضغط النفسي علينا، وألا نعيش كهذا، برغبة عارمة في البكاء والرحيل، نحتاج إليه دائمًا؛ لنتقيأ تلك الخيبات.
