بقلم – جلال الدين محمد:-
اليوم سيكون ركوبي للطائرة لأول مرة، كان حلم لي منذ طفولتي، اعتدت حين أرى طائرة أن يبتسم قلبي قبل فمي، وألوح لها مودعًا، وفي بعض المرات كنت أركض ضاحكًا أسفلها.
تسائلت في بعض المرات، لما لا تهبط واحدة من تلك الطائرات، وتأخذني معها لأكون كالطيور بين السحاب.
أذكر حين توقف العالم لوباء عالمي ضرب كل بقاعه، أن الناس اعتادوا على صنع طائرات ورقية واللهو بها لساعات بعد أن تخف حدة الشمس.
ذهبت لصديق لي وطلبت منه أن يصنع لي واحدة، كانت زاهية الألوان مبهجة للنفس في كل تفاصيلها.
وحين بدأت في الارتفاع بينما حبلها يلتف حول يدي كربان لها، بدأت في الضحك من كل قلبي، رغم أني لم أكن صغيرًا وقتها كأولاد الشارع الذي أسكنه، لكن الأرض لم تسع أجنحتي في تلك اللحظة.
طائرتي الورقية لم تحملني بين السحاب، ولكنها منحتني شعورًا بأن قلبي كالطير الذي يضرب باجنحته في السماء بحرية.
تلك الأفكار راودتني في طريقي للمطار، وشعرت بسرور كبير قلل توتري من مغادرة البلاد لأول مرة.
هذا هو المطار إذن، عمري اليوم ست وعشرين سنة، ولكن لا أخفيكم سرًا كنت مبهورًا بحجم الطائرة حين رأيتها على الطبيعة أول مرة، وصرت أبتسم كالأطفال وأنا أرى كل شيء صغير من الأعلى.
هل أهبط في ممر يأخذني لبقية أحلامي، أم سيكون الطريق صعبًا عند نزولي؟
لا أعرف، ولكني في اللحظة الحالية أطوف بين السحاب وهذا ما يهم الآن.