بقلم : ندى يحيى
فبينما اعتدت كل يوم على ترتيب ثروتي من الكتب ونفض الغبار عنها وكأنني أنفض الغبار عن ذاكرتي لحظات سقوطي ونهوضي من جديد بين ثنايا كتاب ألصق في ذاكرتي جملة ما كانت بداية الرحلة الجديدة .
أعرف جيدًا معنى أن تقف صامدًا أمام عمرك الماضي والمتبقي يشبه تمامًا أزمة منتصف العمر ولكن تلك المرة بين ثنايا الكُتب، تتأمل ذاتك بتمهل لتختار من بينهم شريك الرحلة الجديدة .
طالما كانت الكتابة سحر، شيء ما يجعل القلم إما أن ينثر فوضى الكلمات على الورق لتصبح قصة أو يجعل كل كلماتك تجف كأنك لم تقرب الكتابة يوم ، لا تعرف مسميات ما تشعر، ولكنك تعلم جيدًا أنك في رحلة البحث عن شيء ما يجعل حبر قلمك يسيل مجددًا .
اعتدت كل ليلة على تحديد جملة معينة في الكتاب الذي شاركني معركة اليوم لأعرف أنني هنا سأنهض من جديد، سيعود قلبي دافئ كلما تذكرت أنني لم أكن الوحيدة في تلك المعركة فالكثير هناك يخوض الكثير .
لأدرك بعد مرور الكثير من السنوات أننا في بعض الأحيان نخشى بأن تُعري الكتب حقيقة ما نشعر أو أن تصفه بشكل يوقذ فينا شيء ما نهرب منه كألم نخشاه أو ذنب ندعو بألا نكون نحن السبب فيه .
جميعنا نهرب من شيء ما فإما أن تداوينا الكتب أو تعيدنا هناك إلى نقطة الصفر لحساب كنا نهرب منه.