سامية مصطفى عبدالفتاح.
يهمس لي شيطاني بأن أفتعل كل الحماقات كيفما أشاء ما دمت مُخطئة في نظر أمي فلا فارق بين ارتكابي الفاحشة من عدمها، دائمًا ما تناديني أمي بالساقطة هي لا تتفوها لفظًا؛ لكن حديثها يحمل المعنى ذاته.
لا بأس بافتعال المحرمات ما دامت النتيجة واحدة مادمت فاسقة فسأبرهن على ذلك للجميع، لابد أن الطبيعة والصدق لا يلائمان منزلنا، نملك بيتًا يشكك دائمًا بما يقال، عقله يصور سيناريوهات مدنسة لا صلة لها بالواقع.
مؤخرًا أدركت أنني لن أنلّ ولو قسطًا بسيطًا من الراحة في هذا المنزل، هنا أنا عاهرة تود الفرار تحت شعار الحرية، هذه الكلمة بالنسبة لأمي ما هي سوى ترهات أتفوه بها كي أسير في دربي المنحرف وأستكمل مسيرتي المُكحلة بالرماد.
صدقني أنا لا أريد أن أصبح مخطئة، لا أحد يحب أن يتغير للأسوأ سوى الضالين وأنا لست كذلك، قد تعتبرني منافق أزين كذبي بأعوادٍ مزكرشة؛ لكني فتاة تهيم حائزة داخل جمجمتها التي تعج بالعبث من قذائف سامة يتفوه بها من تحبهم.
أنت لا تفهم معنى أن تتهمك عائلتك بأنك ملعون، لا تعي مدى التأثير اللعين الذي يتركه الكلام، عائلتي لا تغفر لي خطيئةَ افتعلتها في مهدي، يتفننون كل ليلة في فتح جرح ظننته قد اندمل، هل يظل المرء يعاقب على خطأ فعله دون إدراك.. أيحاسب أحدنا على عدم نضجه؟ أنا المُلائمة اليائسة.
قضيت سنواتي الأخيرة ما بين ألم ينخر فؤادي وأرقٍ يأكل عقلي من كثرة التفكير في الثوب الذي لطالما أرادوا لي ارتدائه وأنا ألفظه بعيدًا حتى سئمت وقررت أن أرتديه إلى الأبد دون مقاومة أخرى، لا أكترث حتى للندم، فأنا أود الخلاص.. وربما رشفة هدوء.