بقلم – جلال الدين محمد:-
درة تُزين العالم، وقبلة للمعارف والحضارة والجمال، بديعة في كل جوانبها، فاستحقت أن تكون صفحة مضيئة من صفحات التاريخ، هكذا كانت الأندلس عندما حكمها المسلمين.
ولكن أتعرف يا صديقي أنها من الأمثلة العظيمة على عدم حفظ النعمة؟! صحيح، فالأخوة تشتت شملهم فيها، وانشغل كل منهم بترف الدنيا، فلم يشدد عضد أخيه وقت الحاجة، ولم ينصره حين طمع فيه شيطان خبيث.
كأوراق الشجر في فصل الخريف، سقطت ممالكها واحدة تلو الأخرى، وما يدعو للجنون هنا، أن كل أخ وقتها شاهد سقوط أخيه ولم ينصره، بل منهم من أعان العدو على أخيه، بعد أن عمت القلوب التي في الصدور فلم تُميز الخبيث من الطيب.
لماذا أخبرك عن هذا يا صديقي؟ تأمل واقعنا المعاصر لدقيقة، ألا تذكرك غزة بطليطلة وكيف سقطت؟ ألا نشبه نحن اليوم ممالك الطوائف في زمن الأندلس المسلمة؟ وهل يخرج من بيننا رجال يغيرون النهاية أم نلقى نفس المصير؟ وإن انتصرنا، هل يستحق جيلنا أن يشهد النصر المبين؟
أخبرني ما رأيك أنت، هل ننجو؟