مقالات

مخطط برنارد لويس لتقسيم الشرق الأوسط

✍️ يوحنا عزمي 

‏بعد الحرب العالمية الثانية ساد الإعتقاد بين الساسة الأمريكان بأن من يريد أن يسيطر على العالم يجب أن يسيطر أولاً على الشرق الأوسط .. وهذه الحقيقة راجعه لعدد من الأسباب :

أولاً : تتمتع المنطقة بموقع جغرافي يتوسط العالم.

ثانيا : ما تحتويه من موارد للطاقة فهي أكبر منطقة
بها احتياطات نفط في العالم.

ثالثا : وجود أهم ممرات ملاحة في العالم فيها.

رابعا : في حال تحالف دول الشرق الأوسط في كيان واحد أو حتى ظهور قوة كبرى فيها وهناك مقومات لعدة دول لتحقيق ذلك على رأسها مصر لو اتحدت مع محيطها وسيمثل ذلك تهديداً حقيقا لأي قوة أخرى تريد الهيمنة على العالم.

‏ومنذ ذلك الحين بلورت الولايات المتحدة استراتيجيتها تجاه دول الشرق الأوسط والتي لم تتغير برغم بعض التعديلات التي طرأت باختلاف الظروف ولكنها ثابتة والتي كان أبرزها مخطط برنارد لويس الذي تم عرضه في الكونجرس رسميا في الثمنينيات عن تقسيم كل دول الشرق الأوسط وهو الذي جرى بالفعل منذ الربيع العربي في السودان وليبيا واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفق إستراتيجية عنوانها : الحفاظ على وضع الشرق الأوسط ممزق وبالتوازن المطلوب للحفاظ على مصالحها العسكرية والسياسية والاقتصادية.

‏وهو ما يتحقق بعدد من التوجهات أو المصالح الرئيسية :

عسكرياً : الحفاظ على تفوق إسرائيل الدائم والوقوف بوجه اي دولة تريد اضعافها او تفكر في ذلك وفي نفس الوقت استخدامها كعنصر ردع عسكري لأي قوة إقليمية تظهر تعادي الولايات المتحدة.

سياسياً : منع اي تغير سياسي كبير داخل دول الشرق الأوسط من شأنه ان يؤثر على معادلات القوة الاقليمية في المنطقة وافتعال الأزمات بين الدول وتفجيرها من الداخل .. بمعنى آخر تحجيم أدوار القوى التي من الممكن أن تشكل عائقا بوجه تطلعات الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط اقتصاديا حاجتين :

السيطرة على منابع النفط وضمان إستمرار تدفقه ، وضمان إستمرار بيع السلاح الأمريكي بشكل واسع.

‏الإدارات الأمريكية المختلفة حافظت على تنفيذ تلك الإستراتيجية منذ خمسينيات القرن الماضي إلى اليوم ، ولكن هذه الإستراتيجية مرت بفصول مختلفة بيتم تنفيذها عبر السنين مهما تغيرت الإدارة الأمريكية.

‏وفي قراءة لتاريخ الولايات المتحدة يمكن تقسيم فصول الخطة الأمريكية في الشرق الأوسط لأربع فصول وهي :

‏الأول : فصل ملء الفراغ ودا من 1950 حتى 1973.

الثاني : التموضع العسكري المباشر داخل الشرق الأوسط
ودا من 1974 حتى 1990.

الثالث : فصل المواجهة العسكرية المباشرة 1990 حتى 2011.

الرابع : فصل جني الثمار وتقسيم المقسم من الداخل ودا من 2011 حتى اليوم.

‏لو اتكلمنا على الفصل الأول : مبدأ ملء الفراغ .

‏بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية كشفت الولايات المتحدة عن مبدأ “ملء الفراغ” وظهر هذا المصطلح أول مرة أثناء حكم الرئيس الأمريكي ترومان واللي حكم في الفترة من 1945 حتى 1953 ، وصاحب أول اعتراف رسمي بإسرائيل، وكان يعني تقديم مساعدات سياسية وعسكرية واقتصادية إلى دول في الشرق الأوسط بهدف ملء الفراغ الناتج عن انسحاب بريطانيا وفرنسا خوفا من أن يملأ هذا الفراغ الإتحاد السوفيتي المنافس الأقوى للولايات المتحدة في تلك المرحلة.

‏وبعد رحيل ترومان حافظ الرؤساء الذين جاءوا بعده خلال الخمسينيات والستينيات سواء أيزنهاور أو كينيدي أو جونسون ونيكسون على التوسع في تطبيق نظرية ملء الفراغ حتى تشكل ملامح تحالف موالي لأمريكا في الشرق الأوسط.

‏المشروع الأمريكي لملء الفراغ خلق حالة استقطاب حادة في المنطقة بين حلفاء أمريكا الجدد وبين تيار مناهض لها بزعامة مصر وجمال عبدالناصر.

‏ولكن للأسف أدى الصراع إلى حرب ١٩٦٧ ، واللي أضطر بعدها تحالف مصر إلى التراجع عن مواقع تصادم عديدة كاليمن ، والتفرغ لقضية إزالة آثار العدوان.

‏وكانت هزيمة 67 فوز كبير للمعسكر الأمريكي في الشرق الأوسط وبداية وضع جديد للهيمنة الإسرائيلية في المنطقة ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا بسبب ما فعلته مصر في 73 مفجأة إنتصار مصر في حرب أكتوبر وقدرتها على مهاجمة إسرائيل وتهديدها كانت مفاجأة بكل الحسابات السياسية والعسكرية ، وتهديد مباشر لاستراتيجية وأهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجعل الولايات المتحدة تعيد كل حسابتها من جديد ليبدأ فصل جديد من المؤامرة.

‏الفصل الثاني : التموضع العسكري المباشر داخل الشرق الأوسط.

‏هزيمة إسرائيل في 73 كانت تعني حاجتين :

‏ـ عدم قدرة إسرائيل العسكرية وحدها مواجهة دول الشرق الأوسط.

‏ـ تقنين إستخدام النفط كسلاح سياسي خلال الحرب يستدعي إجراءات جديدة لمنع تكرار ما حدث.

‏لذلك في نهاية السبيعينيات وتحديداً خلال حكم جيمي كارتر تم وضع ما يسمى “إستراتيجية التدخل الأمريكي في المنطقة بالقوة المسلحة”، وعدم الإعتماد على إسرائيل وحدها ، وظهر في الفكر العسكري الأمريكي ما يعرف بإنشاء “قوات الانتشار السريع” التي خصصت للعمل في منطقة الشرق الأوسط وتم دخول هذه القوات للمرة الأولى في عهد رونالد ريجن في الثمانينيات لما دخلت القوات الأمريكية لأول مرة إلى مياه الخليج أثناء الحرب العراقية الإيرانية ومن ساعتها مخرجتش بل بدأت بعدها في توسيع شبكة قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط ، وتم عمل اتفاقيات دفاع مشترك مع عدد من دول الخليج.

والسؤال هنا : هل كانت الحرب الإيرانية العراقية صدفة وظفتها أمريكا للانتشار في الشرق الأوسط ام مخطط دفعت له لتجد مبرر للانتشار في الشرق الأوسط ؟

‏وهل كان الانتشار الأمريكي العسكري في الشرق الأوسط لحماية منابع النفط فقط أم لقيادة حروب على دول المنطقة ؟

‏الحقيقة التاريخية إن الولايات المتحدة منذ التسعينيات حتى 2011 دخلت بقواتها العسكرية 5 حروب كبيرة في الشرق الأوسط لذلك أسمي هذه المرحلة الفصل الثالث من الخطة أو “مرحلة المواجهة المسلحة في الشرق الأوسط” مع بداية التسعينيات تحت غطاء تحرير الكويت ومواجهة “الدول المارقة” في عهد بوش الأب بدأت أولى حروب الولايات المتحدة بكسر الجيش العراقي .

واستمر هذا الحصار العسكري في عهد كلينتون سواء للعراق أو إيران أو ليبيا حيث ظهر ما يعرف بسياسة “الاحتواء المزدوج”.

‏وفي عام 2001 في عهد الرئيس بوش الإبن بعد أحداث 11 سبتمبر استمرت سياسية تعميق التجزئة في الشرق الأوسط حيث خرج مصطلح “الفوضى الخلاقة” ومحاربة الإرهاب الدولي والحروب الاستباقية وخاضت الولايات المتحدة ثاني حروبها الكبيرة في الشرق الأوسط بغزو أفغانستان تحت شعار حماية السلم والأمن الدوليين.

‏وبعدها في 2003 وتحت شعار إنقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل تم غزو العراق وتدمير جيشها بالكامل.

‏في 2008 عندما غيرت أمريكا ثوبها بتولي أوباما الذي تبرأ من سياسات بوش كان الشرق الأوسط ممهد للمزيد من التجزئة ومع ذلك لم تتخلى الولايات المتحدة يوما عن مشروعها للهيمنة ولكن أعطى أوباما هذا الدور الصفة الأخلاقية التي كان يحتاجونها بعد تشويه صورتها نتيجة الجرائم التي تمت خلال حرب أفغانستان والعراق.

‏لذلك تخلى أوباما عن مصطلحات من نوع الحروب الاستباقية والحرب على الإرهاب ، لكنه تبنى فكر أكثر رونقا من الخارج لكنه أكثر خطورة ، وهو دعم الشعوب للتغيير ، والشرق الأوسط الكبير.

‏فدعمت الولايات المتحدة الثورات العربية وبذريعتها قامت بضرب الجيش السوري.

‏ودعمت الناتو لضرب ليبيا وإسقاط نظام القذافي وضرب اليمن وقامت بالضغط على مصر لحصول الإخوان على الحكم في مصر.

‏وكانت النتيجة هي المزيد من الانقسام والتدمير للمنطقة العربية خمسة حروب خاضتها الولايات المتحدة في الفترة من 1990 إلى 2011 حرب العراق الأولى وحرب أفغانستان وحرب العراق الثانية وضرب سوريا وليبيا واليمن.

‏لتنتهي مرحلة المواجهات العسكرية المباشرة ويبدأ فصل جديد من الخطة بمغادرة أوباما الحكم.

الفصل الرابع : فصل جنى الثمار وتقسيم المقسم.

‏بعد 70 عاما من وضع خطة ملء الفراغ نجحت الولايات المتحدة في تحقيق كل الأهداف اللي وضعها الأجداد :

‏ـ تم تفتيت دول الشرق الأوسط وتدمير كل جيوشه وقدرتها على النهوض بين قوسين عدا مصر.

‏تفككت العراق ودمرت سوريا وانقسمت ليبيا وحُصرت إيران والسودان وشقت صف الخليج وسيطرت عليه عسكريا.

‏ـ السيطرة على منابع النفط عسكريا وضمان تدفقه مهما تغيرت الظروف.

‏ـ زيادة مبيعات الأسلحة بشكل كبير كما لم يحدث من قبل فحجم مبيعات الأسلحة الأمريكية خلال العشر سنوات الأخيرة يوازي ما تم بيعه طوال القرن الماضي.

‏ـ ضمان تفوق إسرائيل ونقل العاصمة والسفارة الأمريكية للقدس بمنتهى السلاسة وتوسيع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية كما لم يكن متاحا من قبل.

‏وعليه مما سبق نستنتج عدة أمور :

أولاً : عبر التاريخ يتداول الجمهوريون والديمقراطيون الرئاسة الأمريكية وقد يتبرأ كل منهما من سياسات الآخر في العلن لكن يظل جوهر السياسة لأمريكية ثابت بل كأنها خطة مرسومة بعناية منذ 70 عاما ويكمل كل منهما ما بدأه الآخر.

‏في النهاية كلهم فصول في خطة واحدة أو أوجه لعملة واحدة.

ثانيا : دولة واحدة حافظت على بقائها وبقي جيشها الأقوى في المنطقة والتاسع على العالم هي مصر.

‏فمصر ظلت الدولة الوحيدة في المنطقة التي لم تقدر عليها الولايات المتحدة ، سواء عندما وضعت حد للتوسع الإسرائيلي في 73 ، أو حين رفضت وضع قواعد عسكرية لها رغم ما واجهته من ضغوط ، أو بطرد حكم الإخوان المسلمين في 2013 ضد إرادة والإدارة الأمريكية ، أو بقدرتها على تطوير جيشها لتكون قوة إقليمية كبيرة.

مخطط تقسيم الشرق الأوسط :

أعلن عام 1983 بعد موافقة الكونغرس الأمريكى بالإجماع فى جلسة سرية على مشروع برنارد لويس بتقسيم الوطن العربى وذلك للوصول للمخطط الصهيونى ، وبالفعل تم تقنين هذا المشروع واعتماده ضمن الملفات السياسية الأمريكية ، فلقد نجح مخطط لويس فى تقسيم العراق وتقسيم السودان ، وما يحدث الآن فى الوطن العربى حيث إنه وضع فى مخططه ما يحدث اليوم بالوطن العربى من مصر إلى البحرين ، واليمن ، وسوريا ، ثم الأردن ولبنان.

برنارد لويس كانت أساس فكرته تفتيت كل دولة إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية وذلك عن طريق دفع شعوب تلك الدول لتقاتل بعضها بعضا ، ولو نظرت حولك لوجدت ذلك المخطط واضحاً فى ليبيا وسوريا واليمن والعراق ، وستجده يُنفذ أيضًا في أفغانستان ولبنان ، وغيرها من الدول ، فبناء عليه تم إشعال حرب الخليج وضرب أفغانستان وزرع الفتن بين الشعوب العربية وتشجيع الثورات ودعمها.

ولو عرضنا بعضًا من هذا المخطط المعلن والمدرج في ملفات الإستراتيجية المستقبلية الأمريكية ، فسنجد أن الجزء الخاص بالعراق ينص على تفكيكها على أسس عرقية ودينية ومذهبية لتصبح كالتالي :

دولة شيعية في الجنوب حول البصرة.
دولة سنية في وسط العراق حول بغداد.
دولة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل.

وقد تم تقسيم العراق “فعلياً” إلى ثلاث دويلات سنية وشيعية وكردية بناء على ما يسمى “الفيدرالية”.

أما سوريا فالمخطط يهدف لتقسيمها إلى :

دولة علوية شيعية علي ساحل البحر المتوسط.
دولة سنية في منطقة حلب.
دولة سنية حول دمشق.
دولة الدروز في الجولان.

وهو المخطط الذي يقترب من التحقق ، وأيضًا تحت سمع وبصر الجميع ، ودون الخوض في التفاصيل ، فإن الجزء الخاص بدول الخليج العربي في هذا المخطط مرعب بحق ، ولو نُفذ فستضيع هوية بلدان الخليج بشكل كامل ، وجاء مخططه بخصوص الأردن أنها ستكون دولة فلسطينية، واحتلالهم لفلسطين بالكامل، وتقسيم باقى الدول العربية المشار إليها سابقا.

أما ما يخص مصر فلقد وضع المخطط تقسيم مصر إلى أربع دويلات ، فيتم التقسيم حسب الآتى :

أولاً : سيناء وشرق الدلتا تحت حكم اليهود ، وذلك لتحقيق مبدأ من النيل إلى الفرات.

ثانياً : الإسكندرية حتى مرسى مطروح تحت يد المسيحيين.

ثالثاً : وضع دلتا مصر والوسط تحت يد المسلمين.

رابعاً : دويلة النوبة وهى دولة متكاملة للنوبيين وعاصمتها أسوان.

فبالنظر إلى هذا التقسيم الموضوع بالمخطط وبتحليل ما يحدث الآن فى مصر تبين أننا على مشارف هذا التقسيم إذا لم نتعاون سويا لتخطى ما يحدث.

وهنا يبقى السؤال : لماذا أو كيف نجت مصر في ظل هذه الأحداث الكبرى ؟

‏مصر طوال تلك المرحلة أدارت سياستها الخارجية بحكمة كبيرة ودرجة عالية من الاتزان والمرونة والمناورة جعلها مختلفة عن بقية الدول.

‏مصر كانت في سياساتها دولة مؤسسات ثقيلة ولم تمكن الولايات المتحدة منها ، ففوتت على الولايات المتحدة كل فرص الصدام معها وفي نفس الوقت لم تسمح لها بأختراق سيادتها.

‏ مصر هي الدولة الوحيدة المتبقة بقوتها ، وهو ما يضعها أمام تحدي كبير للحفاظ على ما وصلنا إليه ، وهو ما يأتي بالحفاظ على قوتنا العسكرية والإقتصادية وتماسك جبهتها الداخلية واستقرارها ، ودا اللي بيحاولوا يهزوه دلوقتي.

‏ما سيحفظ لنا سيادتنا وأمننا ومصالحنا ، هو تكاتفنا خلف قيادتنا ‏هو وعينا بما يحاك لنا وألا نقع في الفخ وألا نسمح باختراقنا من الداخل.

‏بل وأزيد أن مصر الآن بفضل إدارتها الحكيمة تلعب دور أكبر في محيطها الإقليمي لإصلاح ما أفسدته التدخلات الأجنبية في الشرق الأوسط.

‏حيث أصبحت لاعب أساسي لمنع تقسيم ليبيا أو تمزيق السودان ودعم وحدة سوريا والعراق ، والحفاظ على الإستقرار في شرق المتوسط.

‏وعليه فإن مصر الآن هي من تقرر مصيرها ومصير إقليمها بغض النظر عما يريده ترامب أو بايدن.

‏لذلك من يقرأ التاريخ يعرف أن الخطر قريب منا كما لم يحدث من قبل ، صحيح نجونا من مصير دول أخرى لكن من ينظر على الخريطة يعرف كيف أننا محاصرين في إقليم منهار بالفعل وكان مطلوب لمصر أن تنهار كدول أخرى والخطر مازال موجود وأشعر أنه أصبح أقرب من أي وقت مضى لأنه لم يبقى دولة كبيرة غيرنا والتركيز هيكون معانا أكبر ، علينا جميعا أن ندرك أن الحفاظ على أمننا ودولتنا واستقرارنا له ثمن ، هو وعينا بما يدبر لنا وإدراكنا حجم الخطر الذي يحيط بنا.

‏واثق كما نجح المصريون من عبور الصعاب خلال السبعين سنة الماضية سينجحون في الاختبار الحالي والحفاظ على بلدهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!