✍️ يوحنا عزمي
يعد مخطط برنارد لويس لتقسيم السودان ومصر يجعل الأحداث الحالية بالسودان أمن قومى مصرى شديد الأهمية فشريان الحياة لمصر والسودان النيل والمخطط بعيد المدى وخطير.
مصر تقسم إلى أربع دويلات :
ـ سيناء وشرق الدلتا : تحت النفوذ اليهودي ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات.
ـ الدولة المسيحية : عاصمتها الإسكندرية ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت غرباً لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية. وقد اتسعت لتضم أيضًا جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرس مطروح.
ـ دولة النوبة : المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية عاصمتها أسوان تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
ـ مصر الإسلامية : عاصمتها القاهرة الجزء المتبقي من مصر يراد لها أن تكون أيضاً تحت النفوذ الإسرائيلي حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها.
السودان تقسم إلى أربع دويلات :
– دويلة النوبة : المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان.
– دويلة الشمال السوداني الإسلامي.
– دويلة الجنوب السوداني المسيحي
– دارفور : والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة حيث إنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة :
– دولة البربر : على إمتداد دويلة النوبة بمصر والسودان.
– دويلة البوليساريو.
– الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
أن برنارد لويس المؤرخ البارز للشرق الأوسط قد وفر الكثير من الذخيرة الأيديولوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب حتى إنه يعتبر بحق منظراً لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
قال برنارد لويس أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية.
وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان.
وقال من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم او التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك “إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا”.
ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية.
يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها.
مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية والذي اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها المستقبلية.
في عام 1980 أثناء الحرب العراقية الايرانية صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي “بريجنسكي” بقوله : أن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن 1980 هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الاولي التي حدثت بين العراق وايران – تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو.
وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” بدأ المؤرخ الصهيوني “برنارد لويس” وضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كلا على حدة ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الأفريقي .. الخ ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية.
وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح “بريجنسكي” مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس “جيمي كارتر” الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح
حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقا مع الصالح الصهيوأمريكي.
وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور “برنارد لويس” وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة.
الأمر خطير والهدف الأكبر لهم مصر ومحاصرة مصر وتنفيذ دولة الصهيونية الكبرى من النيل للفرات.
نحن الآن نشهد صراع وجود وليس صراع حدود.