✍️ يوحنا عزمي
لم اندهش او استغرب التصريحات العدوانية السافرة والمستفزة التي أدلي بها الإرهابي الأول في العالم ، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والتي تطاول فيها علي السعودية بما كشف به مرة اخري عن وجهه العنصري والاستعماري القبيح ، وعن اخلاقيات العصابة الصهيونية المتطرفة التي تشاركه ائتلافه الحاكم في تل ابيب ، وذلك عندما طالبها هكذا علنا بإقامة دولة للفلسطينيين في أراضيها ، ولتحل لهم بها مشكلتهم التي اوصلتهم إلي ما هم فيه.
واراد بذلك ان يقول ان الحل الآن لمشكلة الفلسطينيين هو بيد السعودية وليس بيد إسرائيل ، وان إخلاء غزة والضفة الغربية من سكانهما الفلسطينيين قادم لا محالة .. او هذا هو فحوي رسالته المسمومة التي يبعث بها من خلال هذه التصريحات إلي السعودية وإلي الفلسطينيين وإلي دول المنطقة العربية وإلي دول العالم كافة … وليحدث بها فتنة عربية ودولية عارمة سوف تكون لها اصداؤها وتداعياتها السلبية في كل إتجاه او هكذا يتصور نتنياهو لنفسه وهو يطلق هذه القنبلة الموقوتة في مثل هذا التوقيت الدقيق والحرج.
النوايا خبيثة ، والمخططات التي يعدونها لتنفيذ مؤامرتهم بالتنسيق مع حليفهم الأمريكي ، وهو الداعم الاكبر لهم فيها في كل ما يخططون له ، جاهزة ، ووصول ترامب صديقهم الأول في العالم كما يقول هو عن نفسه ، إلي البيت الأبيض أعطي هذه المخططات الصهيونية قوة دفع هائلة لم تكن العصابة الإرهابية الحاكمة في تل ابيب تحلم باكثر منها ..
وهو من يقود الحملة الآن لتفريغ غزة من سكانها ووضعها تحت السيطرة الأمريكية المباشرة بعد ان تنتهي إسرائيل من اعمالها القتالية فيها واستعادة محتجزيها لدي حماس … فضلا عن تزويده لهم بصفقة أسلحة هائلة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل لتظل تخيف بقوتها كل من يحاول تحديها او الاقتراب منها.
ويقيني هو ان بإمكان السعودية ان تفعل الكثير للرد به عليهم في تل أبيب وواشنطن ان هي أرادت لتدافع به عن أمنها القومي ، ولتحبط به ما يحاك ضدها من مؤامرات تستهدف اضعافها وإعاقة تقدمها واشغالها بتوريطها في تحميلها وحدها بالمسئولية عن تنفيذ حلول خاطئة ومرفوضة فلسطينيا وعربيا ودوليا ، وهي الحلول التي لم تكن يوما مطروحة لتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة علي كامل ترابه الوطني.
الوقت لم ينفذ بعد ، وهنالك الكثير مما يمكن عمله والتفكير فيه لإحباط هذه المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية الرهيبة تحت زعم إعادة بناء الشرق الأوسط لجعله اكثر آمنا وسلاما واستقراراً وهم من لم يكونوا يوما مع اي من هذا كله ، بل كانوا دائما ضده وعلي طول الخط.
ونصيحتي للجميع ، وفي مقدمتهم السعودية بطبيعة الحال باعتبار انها هي الواقعة الآن في بؤرة استهدافهم لها اكثر من غيرها من دول المنطقة هي ان حاولوا ان تجربوا استخدامكم لاوراقكم وادواتكم وهي كثيرة ومؤثرة من أموال وطاقة ومواقع إستراتيجية ومن مكانة إقليمية ودولية وإسلامية ، وان تتعاملوا معهم بوجه آخر غير الوجه الحالي الذي يغريهم بالتطاول عليكم والتمادي معكم وتجاوز حدودهم مثلما فعل الإرهابي نتنياهو بتصريحاته الوقحة الأخيرة ..
فاسرائيل ليست بالفزاعة المخيفة التي تحسبون لها كل هذا الحساب في مواقفكم منها او في تعاملكم معها ، وبها من اوجه الهشاشة والضعف ما يجعلكم اكثر ثقة بقدرتكم علي التصدي لها وتحجيمها إذا عرفتم الطريق إلي ذلك بذكاء واقتدار .. دافعوا بشجاعة عن امنكم المهدد وعن مصالحكم الوطنية العليا وعن سلامة ووحدة اراضيكم وعن مستقبل اجيالكم ولا تثقوا فيهم ، فهؤلاء الصهاينة الأشرار لا عهد لهم ولا ميثاق ، وهم مستعدون لأن يغدروا وينقلبوا علي اقرب شركائهم في اي وقت وخبرات وتجارب التعامل معهم تتحدث عن نفسها ولا تحتاج إلي شهادتنا عنهم.
حاولوا ولا تهنوا ولا تضعفوا ولا تتركوا زمامكم بايديهم لياخذوكم وراءهم إلي حيث يريدوا ان يضعوكم ليبقوا علي تبعيتكم وانقيادكم لهم وعلي تدني نظرتهم إليكم ، ووقتها سوف تكونوا بالتاكيد في موقع آخر غير هذا الذي انتم فيه الآن.