بقلم/ نـدى سُليمان
أعتذر لإنقطاع إسترسال أتفه الأحداث
وعن إعلان الموضة الذي غطَّاه الدم
عن شكل الجُثمان الطائر
وعن الأشلاء
وعن صرخات الأُم
عن مقطع يحملُ صوت نزيف
وقنابل تَدْوي
كتمت ضَحِكات وحديث
لو يُسمحُ لي أن يَعلوَ صوتي
يتخلل أصوات “الماتش” الحالي
القائم بين حِلفِ عَدُوِّي
وفريق من أهلي
أن تَكْتِم كلماتي أفواهٌ تأكل
وتزيد من نَزْفِي
وأيادي تمُد لدعم عَدُوِّي
وعلى استحياءٍ خِيفة الإزعاج
أُعلُمُكم أن الدم السائل خلافَ زجاج
الشاشةِ دم حقيقي !
وأن الجثمان الطائر ..
أشلاء من إبني
بمكانٍ لا تُكرث صرخاتُه أفراحَ جيراني
ببلادٍ تنأى عن قرارات حُكَّامي
ومعارك لا تستدعي في نظر الأعمى
تحريك الجُندي
هُناك، خلف حدودِ الأرضِ
وعلى أعتابِ جَهنم
أرواحٌ تصعد وجِراحٌ تدمي
والكل يُودِّع
والكُل يُودَّع
وفي ذاك الجمعِ الحافل بالأشلاء
ورائحة الدمِّ العابق بالأنحلاء
يصعدُ إبني
يُقال أُستشهد
لم أرى من أثرِه غَير بقايا
من قِطعِ ثياب
وبقلبي أُنادي
وبصوت بلادي
وبحسرةِ ثكلى وبدمعِ فؤادي
وآهاتِ تمزِّق فلذ الأكباد
ترجو لو يأتي صلاح الدين
فيغيث القُدسِ
يمسح بسلاحِه، دنس الصُهيون
يَنْبُت في ترابِ بلادي بعد العُدوان
ضَحِكاتٍ أخرى، تحيا الأوطان
القُدس يُحرِّر
ويُطهِّرُ أرضي
أعتذر لإنقطاع البث عن المستمعين للكورة
وإعلان الموضة
كانت أمنيةٌ
فصلاح الدين القائد والأبطال
رحلوا عن الميدان
وبقيَ الذكِرُ
والقدس تُناضل
أعتذرُ إليكم ..
كانت صرخاتٌ، لم تُجدي