✍️ يوحنا عزمي
لماذا مصر بالذات ؟
1. الموقع الاستراتيجي الخارق : مصر تتحكم بقناة السويس أحد أهم الشرايين التجارية في العالم ، خاصة لنقل الطاقة. إغلاقها أو التحكم بها يمكن أن يشل اقتصاد أوروبا وآسيا جزئياً.
2. الجيش المصري : هو الأقوى عربيًا وأفريقياً من حيث العدد والتسليح ، كما أن لديه خبرات قتالية تاريخية في حروب نظامية وغير نظامية.
3. التحالفات المتبدلة : مصر قادرة على تغيير مسار تحالفات الشرق الأوسط بين روسيا ، الصين ، أمريكا ، ودول الخليج. أي تغيير في اتجاهها الإستراتيجي له ثقل كبير.
4. الثقل الثقافي والسياسي : مصر ليست مجرد دولة بجيش وسلاح ، بل رمز في الوعي العربي والإسلامي ، وأي تدخل منها في حرب كبرى سيكون له تأثير نفسي وسياسي على شعوب المنطقة.
5. قربها من بؤر التوتر : إسرائيل ، غزة ، ليبيا ، السودان ، البحر الأحمر .. كلها نقاط قد تتحول إلى جبهات انفجار.
لكن السؤال الأعمق : هل ستدخل مصر في حرب عالمية ؟ وإن دخلت ، في صف من؟.. وهل سيكون تدخلها حاسمًا أم محدوداً؟
هناك ثلاث سيناريوهات مختلفة لدخول مصر الحرب العالمية الثالثة ، وكل واحد فيه إنقلاب موازين بشكل مختلف.
السيناريو الأول : “مفتاح السويس” – خنق أوروبا
السنة : 2028
الحرب العالمية الثالثة تبدأ بين الصين وروسيا من جهة
وأمريكا والناتو من جهة أخرى.
مصر تعلن الحياد في البداية ، لكن مع تصاعد الدعم الغربي لإثيوبيا وتسليحها ضد مصر في قضية سد النهضة ، القاهرة تعلن : “نحن في حالة حرب مفتوحة دفاعاً عن حق الحياة”.
الجيش المصري يضرب السد الإثيوبي بضربة جوية ساحقة ويقطع الطريق على دعم إسرائيل لأديس أبابا.
أوروبا تدين الضربة ، فترد مصر بإغلاق قناة السويس أمام كل سفن حلف الناتو.
الأسواق تنهار ، أسعار النفط تتضاعف ، ومصر تصبح كلمة السر في معادلة الحرب.
نتيجة : مصر تفرض نفسها قوة مفصلية ، تُستجدى من الجميع لإعادة فتح الشريان البحري العالمي. الموازين تنقلب لأن دولة عربية واحدة خنقت نصف اقتصاد العالم بدون طلقة على الغرب مباشرة.
السيناريو الثاني : “التحالف الأحمر” – انحياز شرقي
السنة : 2030
أمريكا تفتح جبهة في إيران ، وروسيا ترد باجتياح بولندا وألمانيا الشرقية.
في لحظة صادمة ، القاهرة تُعلن انضمامها رسمياً إلى تحالف موسكو – بكين بعد توقيع إتفاقية عسكرية غير معلنة.
الجيش المصري يُرسل قوات إلى الخليج العربي لتأمين مضيق هرمز مع الحلفاء الشرقيين ، ويغلق البحر الأحمر بغطاء دفاعي مشترك مع الصين.
قاعدة بحرية روسية تُفتح في مرسى مطروح ، وطائرات صينية تهبط في قاعدة محمد نجيب.
إسرائيل تصاب بالذعر ، وأمريكا تُعيد تمركز أسطولها السادس.
نتيجة : ولأول مرة منذ الحرب الباردة ، قوة عربية قلبت ولاءها الاستراتيجي ، وخلقت شرق أوسط جديد غير خاضع للهيمنة الأمريكية.
السيناريو الثالث : “الضربة الكبرى” – حرب دينية شاملة
السنة: 2032
إسرائيل تُشعل فتيل حرب في المسجد الأقصى ، وتُعلن القدس عاصمة “أبدية موحدة”.
العالم الإسلامي يشتعل ، لكن الكل يترقب رد الفعل من القاهرة.
في خطاب ناري من البرلمان المصري ، يخرج الرئيس
ويقول: “هذه ليست حرب فلسطين ، هذه حرب الأمة”.
مصر تُعلن التعبئة العامة ، والجيش يعبر سيناء خلال ساعات باتجاه غزة والضفة.
الدول العربية تنقسم : بعضهم يدعم ، والبعض يهرب من المواجهة. لكن الشعوب تنفجر تأييداً.
قواعد أمريكية في الخليج تُستهدف ، وتتحول الحرب إلى مواجهة دينية – عسكرية بين إسرائيل + الغرب ضد محور إسلامي بقيادة مصر.
النتيجة : الصراع لم يعد شرق ضد غرب فقط ، بل حرب حضارية كاملة ، ومصر فجرتها بخطوة واحدة.