فن

رواية بيكاسو .. حين يرسم الشيطان حياة الملائكة

رواية بيكاسو .. حين يرسم الشيطان حياة الملائكة

✍️ تأليف : يوحنا عزمي 

في هذه الرواية العميقة ، نغوص في عالم الفنان بيكاسو
الذي يتنقل بين الواقع والخيال ، بين الجمال والدمار ، في
رحلة من المعاناة والتحولات النفسية التي لا نهاية لها.

بيكاسو ، الفنان الذي أصبح سجينًا لريشته ، يجد نفسه أمام تحدٍ رهيب : هل الفن حقًا هو مرآة للروح ، أم أنه مجرد أداة لتمزيق الذات؟ تتناثر اللوحات في عالمه كصور حية تتنفس الألم ، والأمل والدم ، حيث يواجه الإنسان صراعاته الداخلية في صمت.

من خلال سلسلة من الأحداث المؤلمة والمتشابكة ، تتجسد فكرة الحياة والموت، الخلاص والهلاك، الجمال والدمار، مما يجعل الرواية رحلة فلسفية وجمالية مليئة بالألم العميق.

تبدأ القصة من أول لوحة رسمها بيكاسوا وتتصاعد ، لتكشف عن رحلة معاناة وحقيقة مؤلمة لا يمكن الهروب منها.

“بيكاسو : حين يرسم الشيطان حياة الملائكة” هي ليست مجرد رواية عن الفن ، بل عن معاناة الإنسان في مواجهة ذاته ، وعبث الحياة ، ورحلة البحث عن الخلاص وسط الفوضى.

الفصل الأول : لوحات الدم الأولى

في البداية ، كان بيكاسوا مجرد فنان شاب ، يعيش بين أحلامه والألوان. كان يرسم ، لكن ليس فقط لإظهار الجمال ، بل ليغمر العالم بآلامه ، ليجعل كل فرشة تنبض بالحزن ، ولكل لون قصة حزينة. كانت لوحاته تمثل انعكاسًا لماضيه المضطرب ، لكنها كانت لا تزال تحمل بصيص أمل رغم كل شيء.

في أول لوحة له ، كانت صورة امرأة تشبه له ملامح والدته. ولكن في عيونها كان هناك دماء تتساقط ، وهو يشاهدها. لم تكن هذه دماء عادية؛ كانت دماء المعاناة، دماء الألم الذي حمله طوال حياته.

كانت هذه هي بداية رحلته في هذا العالم ، حيث كل لوحة هي معركة جديدة من معاركه الداخلية.

الفصل الثاني : عين الشيطان على الكتف

في هذا الفصل ، يظهر بيكاسو أمام نفسه لأول مرة بشكل كامل. إنه يرى عينا على كتفه ، عينه التي لا تراه ، لكنها تراقب كل ما يفعله. تلك العين ، التي كانت تمثل الخوف الذي كان يطارده طوال الوقت أصبحت رمزاً للشيطان الذي يسكن داخله.

ومع كل فرشة جديدة ، كان الشيطان يراقب، يبتسم ، ويلوح في الظل. كان على بيكاسو أن يواجه حقيقة مرعبة : هل هو الفنان الذي يخلق الجمال ، أم أنه مجرد أداة في يد قوى شيطانية؟

لم يكن هناك إجابة واضحة ، ولكن كان على بيكاسو أن يختار بين الفن والحقيقة التي لا يمكن الهروب منها.

الفصل الثالث : الملائكة التي تعيش في الجحيم

بينما كان بيكاسو يغمر نفسه في عالمه المظلم من اللوحات بدأت صور الملائكة تتسلل إلى أعماله. لكن هذه الملائكة لم تكن كما اعتاد الناس رؤيتها. لم تكن ملائكة نور وحب، بل كانت ملائكة غارقة في الظلام ، تعيش في جحيمه الخاص. كانت الوجوه تبتسم بألم ، الأجنحة كانت ممزقة ، والعيون مليئة بالخوف.

هذه الملائكة كانت تمثل الأجزاء المهملة في حياته ، الأجزاء التي لم يكن يستطيع الاعتراف بها. كان كل فنان بحاجة إلى العذاب ليخلق ، وبيكاسو كان يدفع الثمن بعمق.

الفصل الرابع : البورتريه الذي بكى

في هذا الفصل ، نرى بيكاسو يواجه أول لوحة كبيرة له ، لوحة بورتريه تظهر شخصًا يبكي. كانت الدماء تتساقط من عينيه، وكانت كل قطرة دم تمثل جزءًا من روحه. كانت اللوحة بمثابة اعتراف بكل الألم الذي كان يعانيه، وكان في الوقت نفسه، محاولة يائسة للبحث عن الراحة.

لقد بدأ بيكاسو يدرك أن الفن ليس فقط وسيلة للهروب ، بل هو أيضًا مرآة تفضح كل ما يخبئه الإنسان في أعماقه. لقد رآى بورتريه نفسه في هذا البورتريه ، البورتريه الذي بكى.

الفصل الخامس : نزيف الحقيقة

في هذا الفصل، يتحول الألم إلى دم ، والدم يصبح الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها. كانت لوحات بيكاسوا تمثل نزيفًا مستمراً كانت ألوانه تنزف من قلبه إلى لوحاته. كان يشاهد الحقيقة تتناثر أمامه كما لو كانت قطرة قطرة من دماء روحه.

الدم هنا ليس فقط علامة على المعاناة ، بل هو أيضًا شهادة على حقيقة مروعة : الحياة ليست سهلة ، ولكنها تتطلب تضحيات حقيقية. وكل فنان يضحي بحقيقة جزء من نفسه ليخلق شيئًا عظيمًا. وبالنسبة لبيكاسو ، كانت الحقيقة أن كل لوحة جديدة تمثل نزيفاً جديداً.

الفصل السادس : الدم على القماش

هذه المرة، وجد بيكاسوا نفسه أمام لوحة جديدة ، لكن هذه المرة لم تكن الألوان عادية. كانت الدماء نفسها تملأ القماش ، وكانت الفرشاة هي اليد التي تمسك بتلك الدماء. لم يكن الفن هنا مجرد عملية إبداعية ، بل كان نوعًا من التدمير الذاتي. الدماء كانت تشير إلى بداية النهاية ، وكانت تمثل الهدم الذي لا مفر منه.

كان بيكاسوا يدرك الآن أن حياته كانت مجرد سلسلة من التجارب التي حولت المعاناة إلى فن. وكل لوحة كانت تشير إلى مرحلة جديدة من الألم، ومع كل لوحة جديدة كان يقترب أكثر من الإجابة التي لا يريد مواجهتها.

الفصل السابع : الضياع في الجمال

بينما كان بيكاسوا يغرق في عالمه ، بدأ يدرك شيئًا غريباً :
الجمال أصبح أكثر إغراءً من أي وقت مضى. كل لوحة كان يرسمها كانت تزداد جمالاً ، ولكن هذا الجمال كان يحمل معه سمًا خفياً.

كان الجمال هو الفخ الذي أوقعه فيه ، حيث كان يفقد نفسه في تفاصيله.

كان بيكاسوا يدرك أنه كلما اقترب من الجمال، كلما ابتعد عن نفسه. كان الجمال الذي خلقه هو نفسه السجن الذي حاصر فيه روحه.

الفصل الثامن : اللامبالاة الكاملة

بعد فترة من الزمن ، أصبح بيكاسوا غير مبالي بكل شيء.
لقد فقد شعوره بالوقت ، وبالعالم الخارجي. كل ما كان يهمه هو لوحاته ، التي أصبحت تأخذ كل وقته وعقله. لم يعد يهتم بما يحدث حوله ، ولم يعد يحس بمشاعر الناس. أصبح يعيش في عزلة كاملة.

كانت اللوحات تملأ الجدران ، لكن قلبه كان خاليًا من أي شيء. لقد غرق في عالمه الخاص، ولم يعد يرى الفارق بين ما هو حقيقي وما هو خيال.

الفصل التاسع : النهاية أو البداية

في هذا الفصل ، يواجه بيكاسوا نفسه أخيرا. كانت كل اللوحات التي رسمها طوال حياته تمثل معركة مستمرة مع ذاته. وفي النهاية أدرك أنه كان يقاتل في معركة لا نهاية لها. كلما اقترب من النهاية ، كان يبدأ من جديد.

النهاية هنا لم تكن تعني الموت ، بل كانت تعني بداية جديدة. لقد فهم أن الفن ليس نهاية ، بل هو بداية مستمرة لا تنتهي أبداً. كان يجب عليه أن يختار : هل سيظل في هذه الحلقة المفرغة أم سيخرج منها ليجد نفسه؟

الفصل العاشر : الخلود داخل اللوحة

الآن ، بعد أن وصل بيكاسوا إلى قمة معاناته ، بدأ يدرك أن الخلود ليس في الحياة، بل في الفن. كانت لوحاته هي التي ستخلد ذكراه ، وكانت في النهاية الوسيلة الوحيدة التي يمكنه من خلالها النجاة من ذاته. اللوحات كانت جزءًا منه ، وكانت جزءًا من وجوده.

في نهاية الرواية ، وجد بيكاسوا نفسه داخل لوحاته ، حيث كان الخلود الحقيقي. في تلك اللحظة ، أصبح الفن هو حياته ، وأصبح الخلود جزءًا من معاناته التي لا تنتهي.

النهاية 

كانت اللوحات التي رسمها بيكاسوا بمثابة شهادات حية لمعاناته وأصبحت رمزاً لجمال بائس وألم لا يمكن الهروب منه. وعاش بيكاسوا في تلك اللوحات ، حيث الزمن ليس له وجود ، والجمال والموت يتشابكان في كل لمسة فرشاة.

                             تأليف : يوحنا عزمي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!