آية عبده أحمد
إنها الحياة مجددًا، تأخذنا لنغوص في أعماقها، فتتوالى اللحظات السعيدة، ونغرق أكثر فأكثر، ثم نكتشف أننا كنا في عرض ألعاب خفة على مسرح الحياة، وها قد أُغلق السّتار، وعاد الجميع إلى حقيقتهم.
لم تكن هناك أقنعة، نحن من اخترنا أن نشيح النظر عن الأخطاء المقصودة، وأن نتغافل عن الجروح التي كانت عن عمد، قد يستطيع المرء أن يغفر، إلا للأشخاص الذين شاركهم جراحه، وقصص ندوبه، وأحزانه العميقة، وخيباته، ثم غدروا به.
أن تُسقطك اليد التي كنتَ تحسبها نجاتك الوحيدة، ثم تتعلم كيف تنهض وحدك، ويراهن الأقرب إليك على فشلك، وتنجح، ويكسر الجميع فرشاة ألوانك، ثم تُكمل اللوحة بيدك دون فرشاة ألوان.
غادر بهدوء ولا تلتفت، كأن تكتب رواية دون أن تضع نقطة النهاية، حينها كيف للقارئ أن يُسكت فضوله عن بقية الأحداث؟
سيتدخل خياله راسمًا الكثير من النهايات، دون أن يعلم أيّها كان يمكن أن يختار الكاتب.
أحيانًا يكون الحل في الابتعاد عمّا يؤذينا، وإغلاق الأبواب التي تستنزف طاقتنا، والأشخاص المؤذيين، وتغيير الطريق والوجهة، لأخرى تناسبنا، وعلى مقاس أمنياتنا تمامًا.