بقلم – جلال الدين محمد
القصص التي تُحدثنا عن أخبار البخلاء كثيرًا ما تكون مليئة بالطرفة، ما يرسم الابتسامة على الوجوه، ولكنها في الوقت نفسه تحمل مأساة حقيقية لمن يتعاملون مع هذا البخيل، أو ربما البخيل نفسه، الذي يفضل البقاء في ألمه على أن يوسع على نفسه.
وقصتنا اليوم حدثت في منطقة ريفية، حيث تعيش أسرة مكونة من أم وأب، وأربعة أبناء، وابنتهم وزوجها. الأم كانت تتناوب على إعداد الطعام للعائلة مع ابنتها، وفي يوم مناوبتها حلت الكارثة.
سقط شيء من سم الفئران في إناء الأرز، ففكرت الأم لما علي أن أرمي كل هذا الأرز؟ ألن بكفي الماء ليُطهره من السموم؟ لقد ارتفع سعر الأرز وأنا لن أذهب لشراء المزيد، وهذا الإناء كان لأمي، لن أرمي أي شيء، هذا طعام العائلة لنهاية الأسبوع.
بدموع سقطت من الصنبور، غسلت الأم الأرز جيدًا، وقدمته إلى العائلة، فسقط أفرادها كأوراق الخريف. في المستشفى تمت معالجتهم من التسمم، لكن الأب الذي عشق طعام زوجته قضى نحبه؛ نظرًا لأنه تناول الكثير.
عادت الأم للبيت، لم تُصب بالكثير من الأذى فهى كانت تترك العائلة تأكل وتقتات هي على ما تبقى، فنجت بهذا الإيثار من التسمم. نظرت لما تبقى في إناء الأرز، وتذكرت أن عليها إطعام الدجاج، ففكرت ربما تكون مناعة الدجاج أقوى من البشر!
فكان عشاء الدجاج المسكين هو الأرز المسموم، ومجددًا هلكت جميع الدجاجات بعد أكل الأرز. حل الصباح وأتى أهل القرية لأداء واجب العزاء، ففكرت المرأة أنها لا تملك ما يكفي من المال لإطعام كل هذا العدد من القرويين، والدجاج ميت بالفعل، فلا يُمكن أن يُحدث السم المزيد من الضرر.
طهت المرأة الدجاج الميت لأهل القرية، وما يحدث لا يحتاج للكثير من الشرح، هلك نصف رجال القرية بعد الأكل، فما عاد الناس قادرين على معرفة من يجب عليهم مواساته.
لتنظر المرأة إلى من تبقى على قيد الحياة من عائلتها وتقول، لقد اشترى أباكم سمًا فعالًا للغاية لمحاربة الفئران، انظروا هلكت نصف القرية. حدق الجميع غير مصدقين، وهكذا وصلت القصة لرئيس الشرطة، الذي لم يتوقف عن الاستعاذة بالله من شر الأرملة السوداء البخيلة قاتلة الأرز.