مقالات

إسرائيل الآن تغرق في دوامة كوارث وجودية غير مسبوقة


✍️ يوحنا عزمي

من ساعات قليلة فقط ، مسيرة يمنية اخترقت سماء الإحتلال بكل سهولة ، ووصلت حتى مدينة إيلات ، لتنفجر داخل مطعم مكتظ بالمستوطنين ، وتسقط عشرات القتلى والجرحى في مشهد صادم.

لكن دي مش الكارثة الوحيدة .. قبلها مباشرة ، إيطاليا أعلنت رسميا إرسال فرقاطة حربية لحماية أسطول الصمود المتجه نحو غزة.

وفي خطوة تاريخية غير مسبوقة ، رئيس كولومبيا في قلب الأمم المتحدة دعا لتشكيل جيش عالمي لتحرير فلسطين.

الكيان الصهيوني اليوم يقف لأول مرة في تاريخه محاصرا سياسياً ، عسكرياً ، ودبلوماسياً .. والمفارقة أن الحصار هذه المرة ليس من العرب أو المسلمين ، بل من العالم بأسره.

خليني أرجعك 48 ساعة ورا عشان الصورة تكون أوضح :

ضربة أم الرشراش

من حوالي ساعتين فقط ، مسيرة يمنية اخترقت الأجواء الإسرائيلية وكأنها شبح لا يُرى ، متفادية الرادارات والطائرات الاعتراضية بارتفاع منخفض جدًا.

النتيجة: انفجار مدوٍ داخل مطعم في إيلات ، وسقوط أكثر من 50 مصاباً بجروح بالغة ، بعضهم في حالة حرجة ، مع ترجيحات بوجود قتلى أكثر مما أُعلن رسمياً.

الجيش الإسرائيلي وصف الحادث بـ “الثغرة الخطيرة” في دفاعاته ، وبدأ تحقيقاً عاجلًا .. لكن الحقيقة الواضحة أن الحوثيين اكتشفوا نقطة ضعف كارثية ، ومن المرجح أنهم سيستغلونها مجددًا خلال الأيام المقبلة.

أسطول الصمود … كابوس بحري للإحتلال

بينما إسرائيل غارقة في دماء إيلات ، ظهر تهديد جديد من البحر المتوسط : أسطول دولي ضخم مكون من أكثر من 40 سفينة من 44 دولة ، متوجه مباشرة إلى شواطئ غزة لكسر الحصار.

إسرائيل حاولت أولًا مهاجمته بطائرات مسيرة قرب السواحل التونسية ، ثم حاولت مساومة القائمين عليه     بأن يرسوا في عسقلان المحتلة لتسليم المساعدات …    لكن المنظمين رفضوا رفضاً قاطعاً ، وأصروا أن وجهتهم   هي غزة فقط.

لما فشلت المساومة ، شنت إسرائيل هجوماً واسعاً : 12 طائرة مسيرة ألقت مواد حارقة وكيميائية ، مع تشويش إلكتروني على الاتصالات. ورغم نفي الإحتلال ، إلا أن الإتهامات الدولية كانت واضحة : إسرائيل تهاجم سفناً مدنية.

الرد هذه المرة كان صاعقاً

وزير الدفاع الإيطالي أعلن إرسال فرقاطة عسكرية لمرافقة الأسطول وحمايته حتى غزة.

وبعدها إسبانيا انضمت هي الأخرى بإرسال سفينة حربية.

دي أول مرة دول أوروبية كبرى تتدخل عسكرياً بشكل مباشر ضد إسرائيل ، وبذلك باتت أي محاولة صهيونية لعرقلة الأسطول مخاطرة بأزمة دبلوماسية وعسكرية قد تعصف بها دولياً.

خطاب كولومبيا التاريخي في الأمم المتحدة

منذ ساعات قليلة ، فجر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو مفاجأة مدوية من على منصة الأمم المتحدة :

هاجم أمريكا وحلف الناتو قائلًا : “إنهم يقتلون الديمقراطية ويعيدون الإستبداد إلى العالم”.

وصف إسرائيل بأنها “نازيو العصر الحديث”.

دعا بشكل مباشر إلى تشكيل جيش عالمي لتحرير فلسطين، مستشهدًا بجيوش آسيا ، والسلافيين الذين هزموا هتلر ، وبوليفار في أمريكا اللاتينية.

المثير أنه لم يذكر الجيوش العربية على الإطلاق ، وكأنه يدرك أن الأنظمة العربية لن تتدخل.

لكن المفاجأة الأكبر جاءت عندما طالب علناً بمحاكمة ترامب نفسه كمجرم حرب لدعمه إسرائيل في جرائمها بغزة.

النتيجة : الوفد الأمريكي انسحب فورًا من الجلسة وسط ذهول إعلامي عالمي ، لكن الرسالة وصلت واضحة. العالم بدأ يرى إسرائيل كما هي : دولة مارقة ترتكب جريمة إبادة جماعية في وضح النهار.

إسرائيل اليوم ، ولأول مرة منذ 70 عاماً ، وجدت نفسها مطوقة من كل الجهات .. ليس من “العرب الأشرار” كما تروج دعايتها ، بل من العالم الحر نفسه.

🔸️ فهل نحن بالفعل أمام بداية السقوط؟

هل تتحقق نبوءة “لعنة العقد الثامن”، ونشهد في أعمارنا نهاية كيان عاش سبعة عقود على الكذب والدعم الغربي؟

الإجابة أقرب مما نتصور ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!