ابداعات

صالح!

 

بقلم – جلال الدين محمد 

 

الشجاع البشوش الذي انتزع الضحكات من رحم المعاناة. رغم طفولة ملامحه، كان رجلًا بألف، عاش الإبادة من يومها الأول للأخير يتحدى حثالة الأمم، ويوثق معاناة أهله وشعبه، ويجاهدهم بكلمته التي كشفت الحقيقة وأقامت الحجة.

 

المؤلم يا صالح أن العزيز مُثلك لم يرتق بنيران عدوه، بل بخائن ندل وخسيس، غدر بك الملعون الذي ربما عاش وتربى في شوارع تعرفها، تحدث بلغتك وطعم من طعامك، ولكنه زرع شيطاني لم يصن الجميل، وأثر خيانه دينه ووطنه في أحلك اللحظات التي مروا بها.

 

لن يساوي يا صالح ثمن الرصاصة التي سوف ترسله إلى جهنم، حيث يتلقف كتابه بشماله، ويطعم من الزقوم، ويشرب الحميم؛ جزاءًا وفاقًا على خيانته، واختياره القذر بأن يُكتب من الغابرين وليس من الصابرين المحتسبين. 

 

لا تحزن يا صالح، فكم من عزيز غُدر به على يد من توسم فيهم الخير. ألم يُغدر بالفاروق وهو يأم الناس في صلاة الفجر، وذي النورين وهو يقرأ القرآن، والفدائي الأول في الدين علي بن أبي طالب. هي عادة كل ضبع خبيث أن يستحل دم كل كريم يا صالح.

 

سوف تفخر غزة دومًا أنك يا صالح الوجه والفعل كنت من أبنائها، الذين لهم من اسمهم نصيب، وسيلاحق العار نتن الروح والرائحة الذي تجرأ على إزهاق روحك. 

 

جعل الله لك نصيبًا من فردوسه الأعلى يا صالح. أبلغ سلامنا لكل الأحباب من شهداء غزة، والنبيين والصديقين منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، لعل الله يكتب لنا أن نرتقي لمنازلهم في دار الحق المبين.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!