ابداعاتخواطر

فبراير

سامية مصطفى عبدالفتاح.

عزيزي فبراير..

أتمنى أنّ تأتي حنونًا يومًا، مُنذُ عقدي العشرين وأنا أتجرع الخيبات بك؛ لكني ما زلتُ أهيمُ بك، مثلما تهوىٰ الفتاة الرجل العاصي الفؤاد.

تتأهب السُحب بك لتنثر الغيوم على صفحة السماء لتصبح زُرقة مُرصعة بلألأ بيضاء تهبط أمطارًا ذات عبقٍ خلاب، أسيرُ ممددة الأذرع أحتضن الندفات الباردة.

تصفعني مرة وتداويني مرة، فبراير ذاك الشهر التعس الذي لطالما عجزت عن فهم تقلباته، شهرٌ قصير؛ لكنه طويل الأثر على الذات.

فتاة فبرايرة تنتظر الغيوم كل عام، آملةً أنّ تأتِها حنونة، أتمنى أنّ يُخطئ الكون، دائمًا ما يأتي شهري مُحملًا بالدروس الحياتية القاسية، أتلقاها؛ لكني سئمتُ منها.

هذا العام ودعتُ أحلامي بصدرٍ رحب، دون بكاء أو آلام، مازلت أندهش من قدرة المرء على الوداع الجاف لأشياء عاش ينسجها أعوام، كيف تتبخر الآمال هكذا؟

مُرّ حبًا يا شهر الآمال والآلام.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!