مقالات

فخ إيران الخطير لمصر وسر العام 1979

✍️ يوحنا عزمي

الغرب لما صنع إسرائيل ، دى كانت توصية من شبكات المصالح الغربية التي تدير الغرب من خلف الستار من القرن الثامن عشر حاول نابليون تأسيس جمهورية لليهود في الشام اثناء حملته على الشرق الأوسط وفشل ، في النص الأول من القرن التاسع عشر وبعد تجربة محمد على ، بريطانيا شافت انه جمهورية لليهود موالية للغرب في الشام هتبقا مفيدة لقطع الطريق بين مصر وامتدادها التاريخي في الشام والاناضول .

الغرب هنا عايز يعطل الشرق دايما .. ويصنع مشاكل      ثم يتدخل لإدارة المشاكل دي مش أنه يحلها .. اى دولة مستقرة في الشرق حتى لو موالية للغرب لازم تيجي فترة ويصنع فيها مشاكل ، اي منطقة في الشرق هادية لازم يصنعوا ليها كيان زي إسرائيل ويعملوا بيه مشاكل.

مصر فهمت دا في سنوات السادات وقررت تضرب اللعبة وتحرج الغرب وامريكا وإسرائيل بالذهاب إلى السلام .. 1977 مبادرة السلام وكامب ديفيد .. 1979 المعاهدة المصرية الإسرائيلية أمريكا كانت مجبرة على الموافقة لانها طلبت من القاهرة ان تنحاز إلى المعسكر الغربي وترك المعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي .

الرئيس السادات كان على غير وفاق مع السوفييت وشايف أنهم باعوا مصر في يونيو 1967 وشغالين  إرسال أسلحة ناقصة وغير ذات فاعلية ..

السادات تنبا بسقوط الإتحاد السوفيتي وشاف ان الإبحار بمصر بعيدا عن الكتلة الشرقية هو نجاة لمصر من ويلات سقوط الإتحاد السوفيتي.

شرط السادات الوحيد كان الأرض .. سيناء ترجع كاملة وبعد كدا حدود ما قبل 5 يونيو في غزة والضفة والجولان ..

الأمريكان كانوا عايزين مصر مش سوريا وفلسطين.  ادولوا سيناء غصب عن مناحم بيجن وموشي ديان وارييل شارون واسحاق شامير ، واعتمدت أمريكا وإسرائيل على غباء قيادات سوريا وفلسطين في رفض الذهاب إلى مؤتمر مينا هاوس وبكدا المعاهدة المصرية الأمريكية حصلت بس الإسم انها مصرية إسرائيلية.

بس خد بالك .. تواريخ زي 1977 و 1979 .. مش بتفكرك بحاجة في إيران ؟

بالظبط .. 1977 بداية الثورة الشعبية .. 1979 تسليم إيران إلى الخميني .

في اللحظة اللى الغرب كان مجبر يحيد إسرائيل في   وش مصر عشان مصر تساعده في الحرب الباردة ضد السوفييت وفعلا لو لاحظت أنه من المرحلة اللى مصر انحازت للغرب بدا الإتحاد السوفيتي يتهزم مرة ورا التانية في افريقيا وصولاً إلى أفغانستان.

في الوقت دا كان الغرب بيصنع دولة وظيفية تانية تعمل المشاكل لدول المنطقة عشان يحافظ على مبدأ فرق تسد.

ثورة 1977 بدأت على ايد الشيوعيين مش الإسلاميين. ولكن تخوفت أمريكا من ولاء هؤلاء الشيوعيين ايدولوجيا إلى الإتحاد السوفيتي .. هكذا تم تركيب الإسلاميين عليهم زي اللي حصل في مصر ٢٠١١ كانت ثورة شباب وتم تركيب الإسلاميين عليهم مفيش مشكلة يبقا ليهم خطاب ضد أمريكا يخدع شعوب الدول العربية.

عمليا قولي من 1979 لحد النهاردة إيران أضرت أمريكا في ايه ؟

كل ما هو يعتبره العرب إنتصار إيراني هو في واقع الأمر هدف أمريكي بل واسرائيلي فشلت أمريكا وإسرائيل في تنفيذه .

حتى حرب لبنان 2006 انتهت بقرار أممي أنه حزب الله يبعد عن الحدود ويسلمها للقوات الدولية ودا كان هدف إسرائيل من بداية الحرب.

جاءت الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتكمل مهمة الجمهورية اليهودية الموالية للغرب.

في الأول افتعال المشاكل مع العراق وحرب 8 سنين  اكلت الأخضر واليابس في الدولتين رغم ان صدام حسين كان موقع اتفاقية شط العرب مع شاه إيران والبلدين سوا الخلافات اللى بينهم.

في التسعينات إيران كان ليها دور كبير في تصدير الإرهاب الاسلاموي إلى روسيا الإتحادية وتحديدا الشيشان وداغستان ولما الغرب أراد تفجير يوغوسلافيا كانت إيران حاضرة مشاكل مع الخليج العربي وليبيا.

بس إيران من سنة 1979 ومن الساعة الأولي لوصول الخميني إلى طهران بمساعدة وموافقة أمريكية وهى   في عداء مباشر وغير مباشر مع مصر بتكمل المهمة.

في سنة 1979 اتفاق سلام مع إسرائيل يبقا في سنة 1979 بدأت إيران في استكمال المهمة الصهيونية اللى حرب أكتوبر 1973 اثببت ان إسرائيل غير قادرة على اكمالها ولازم يبقا فيه دولة وظيفية تانية تكمل.

وانتصرت المدرسة اللى بتقول ان الإسلام السياسي   قادر على لعب أدوار فشل فيها الاستعمار بالكارت المسيحي أيام الحروب الصليبية والكارت اليهودي        لما صنعوا إسرائيل وهى المدرسة اللى بتحكم علاقة الغرب بالمنطقة العربية والإسلامية لحد النهاردة .

وما صناعة الإخوان وداعش والقاعدة واسلامجية الربيع العربي إلا محطات في المخطط دا.

صعود الاسلامجية بقيادة عمر البشير لحكم السودان الفناء الخلفي لمصر أواخر الثمانينات كان بترتيب إيراني إيران وفرت اللجوء والحماية لكل عنصر من الجماعة الإسلامية والإخوان من 1979 لحد النهاردة.

إيران كانت المقر الرئيسي للجماعات الإسلامية برا مصر طول فترة الثمانينات والتسعينات .. مفيش عنصر شارك في اغتيال السادات ومحاولات اغتيال مبارك وهرب إلا وكان مأواه إيران ..

حتى محاولة اغتيال مبارك في اديس ابابا اللى وقف خلفها نظام عمر البشير وبن لادن والظواهري وكانوا     في ضيافة البشير في الخرطوم كانت بترتيب إيراني .

خد بالك حدوتة ان دول سُنة ودول شيعة انساها     وانت بتشوف التنسيق بين إيران من جهة والتنظيم الدولي للإخوان والقاعدة وطالبان وحماس.

فى التسعينات إيران صنعت التيار الحوثي في اليمن ، والغرض هو استهداف السعودية انطلاقا من اليمن بس كان لازم الأول يتم إسقاط الدولة والجيش في اليمن عبر ست جولات من التمرد الحوثي لحد ما الحوثيين سيطروا على شمال اليمن.

الهدف في البداية كان ابتزاز السعودية والخليج عموما لبنك أهداف منها قبولهم بالقواعد العسكرية الأمريكية بزعم الحماية وتغذية مصانع السلاح الأمريكية بالمليارات من شراء السلاح لصد التهديد الحوثي والإيراني وأيضا استمرار تدفق النفط الخليجي بأسعار منخفضة واستبدال ثمنه بسلاح أمريكي.

وأصبح شمال اليمن في ايد الحوثيين زي جنوب لبنان   في ايد حزب الله ، نفس اللعبة ، هكذا أصبحت إيران ليها دويلة في البحر الأحمر ومش أي دويلة ، دى نافذة بتطل علي مضيق باب المندب ومنها لخليج عدن وبحر العرب وبحر عمان .. مساحة مفتوحة في شمال المحيط الهندي ليها القدرة انها تقلب موازين حركة التجارة حول العالم وعبر قناة السويس.

زي ما إسرائيل فشلت في سوريا ولبنان والعراق واليمن وفشلت أمريكا في أفغانستان والعراق وباكستان والسودان فجاءت إيران إلى هذه الدول واكملت المهمة اللى فشلت فيها أمريكا وإسرائيل رغم ان إيران ليها علاقات كويسة مع روسيا والصين ظاهريا ولكنها دولة وظيفية يحكمها تنظيم وظيفي وبالتالي إيران علنا مع الشرق ولكن ليها اتصالات ومهام كبري في حسابات الغرب والفريقين ، أمريكا والغرب من جهة وروسيا وكوريا الشمالية والصين والشرق من جهة أخرى.

فاهمين دا كويس وبيتعاملوا مع إيران زي ما بيتعاملوا  مع تركيا اللى هو حاول تاخد اكبر قدر ممكن من المكاسب عبر توظيف هذا البلد الوظيفي والتوظيف بيبقا بالفلوس والتسليح .. تخيل عصابة بس بتحكم بلد والبلد نفسها تتحول لعصابة هو دا التنظيم الوظيفي والدولة الوظيفية.

عشان كدا إيران رغم العلاقات الجيدة مع الصين بس مفيش مشكلة تضرب الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وتقدم لأمريكا خدمة جليلة في ضرب طريق الحرير الصيني وضرب قناة السويس المصرية.

مصر هي الجائزة الكبرى .. الجملة دي مش جملة الأمريكان او الصهاينة ولكن جملة خاتمي قائد ومؤسس تنظيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية .. مش في مصلحة إيران أنه اى دولة عربية واولهم مصر تبقا قوية .. زيهم زي إسرائيل والغرب بالظبط كل ما تنجح كل ما لازم تاخد ضربة توقعك وتخليك تبدأ من أول السلم لو مكنش فيه طريق الحرير الصيني فهناك اكبر إيراد لقناة السويس في تاريخها.

فيه محور قناة السويس وقناة السويس الثانية ، فيه اكبر تجمع للاستثمارات الأجنبية في الأسواق النامية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، فيه خط سكك حديد طابا العريش والعريش بورسعيد ، فيه خط سكة حديد العين السخنة ل العلمين الجديدة فيه مد المياه إلى سيناء وتحويلها إلى منصة زراعية وصناعية بعد ما كانت أمنية حياتنا ومفهومنا عن تنمية سيناء هو أنه نعمل لهم صرف صحي لائق بهم وخلاص ، فيه ميناء العريش ومطار العريش.

فأنت من غير طريق الحرير الصيني وانت غلطان في نظر إيران وإسرائيل وامريكا.

نصبوا لنا فخ أننا نحمي مضيق باب المندب بنفسنا عشان يحولوها لحرب اليمن رقم اتنين بس إحنا رفضنا ، وحاليا شغالين بنفس الاسكربت لتحويل البحر المتوسط لنقطة مشتعلة لإكمال الخناق على مصر من كل الجوانب لكن مصر كبيرة .. تبان ساكتة بس صقور القاهرة واقفين يتفرجوا على المشهد في صمت وهدوء وبرود ، صقور بيتفرجوا على فراخ دايخة عمال تحاول تعمل نمرة ومقلب حرامية على مصر إنما على مين ..

احنا مش ولاد امبارح ولا سنة أولى سياسة عشان الشويتين دول يدخلوا علينا .. ولعبة استدراج الجيش المصري لليمن شغالة من 2015 يعني 8 سنين فشلوا   فيها سواء إيران او دول تانية.

في النهاية الوقائع التاريخية المؤكدة بتقول أنه زي       ما الإسلام السياسي السُني والإسلام السياسي الشيعي وجهان لعملة بريطانية واحدة ، فالاسلام السياسي واليهودية السياسية بين قوسين إسرائيل برضو وجهان لعملة واحدة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!