✍️ يوحنا عزمي
بعد ان تلقت دوائر الغرب صدمة عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض بدأت الأنظار تتجه إلى دول الإتحاد الأوروبي ، لتحضير جبهة الصد والمعارضة لأفكار ترامب الخاصة بالعلاقات الأمريكية الأوروبية ورؤيته حيال الإتحاد الأوروبي وحلف الناتو ، وحتى ملفات روسيا والصين والشرق الأوسط.
بحثت دوائر الغرب على زعيم او حتى محور إقليمي أوروبي لكي يتحدث باسم أوروبا بوجه الولايات الأمريكية ، بحث الغرب عن زعامة لأوروبا .. ولكن رحلة البحث تزداد صعوبة وتعقيداً يوماً بعد يوم.
في البداية فكر الغرب في محور اشتراكي بين الحكومات اليسارية في بريطانيا وألمانيا ، ولكن المستشار الإشتراكي اولاف شولتس رأى ان المانيا دفعت فاتورة باهظة لـ حرب أوكرانيا وسياسات الغرب ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، رفض حاكم المانيا الفكرة وقرر ان تذهب بلاده لإنتخابات برلمانية مبكرة واجرى إتصال مع بوتين هو الأول من نوعه منذ عامين.
في بريطانيا ، بعد موجة من المتفائل على ضوء تشكيل حكومة حزب العمال برئاسة السير كير ستارمر ، ولكن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذى سنته وزيرة الخزانة راشيل ريفيز ادي لنزيف في شعبية ستارمر ، وبدء هجرة جماعية للأثرياء سواء البريطانيين او الأجانب من بريطانيا ، هو برنامج إقتصادي لم يعجب أحدا لا مؤيدي ولا معارضي ستارمر ، الذى قرر ان يعيد إطلاق البرنامج مرة اخري بعد تعديلاته ، وسط انباء عن الإطاحة بوزيرة الخزانة في اقرب تعديل وزاري.
ثم أتت إستقالة وزيرة النقل لويز هاي ، لتضع المزيد من علامات الاستفهام على الملف البريطاني في هذا التوقيت الصعب.
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان قد سارع لمحاولة ملء هذا الدور ، وذلك بإعادة طرح أفكاره التي سجلها في ولاية ترامب الأولى ، عن حتمية إعتماد أوروبا على نفسها سياسياً وعسكرياً فك الإرتباط بين أوروبا وأمريكا.
ولكن برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذى ينفذه ماكرون بدأ منذ كان وزيراً للاقتصاد والصناعة والشؤون الرقمية في زمن الرئيس الاشتراكي فرنسوا اولان ، ثم لاحقاً حينما اصبح رئيساً للدولة قد جلب له السخط الشعبي، فلم يظفر حزبه بالأغلبية البرلمانية اللازمة في الانتخابات البرلمانية عامي 2022 و2024 ، إلى جانب خسارة مروعة لإنتخابات البرلمان الأوروبي عام 2024 ، وقد أدى ذلك لتشكيل حكومات ضعيفة في ولاية ماكرون الثانية ، سواء حكومة “اليزابيث بورن” التي لم تكمل عامين ، او حكومة “جبريال اتال” ذات الشهور الثمانية ، واخيراً حكومة المخضرم “ميشيل بارنييه” منذ ثلاث اشهر فحسب ، والتي دخلت التاريخ الأربعاء 4 ديسمبر 2024 ، باعتبارها اول حكومة فرنسية تخسر اقتراع على الثقة منذ 62 عاماً ، لتندلع مطالب بعدم تكليف رئيس جديد للحكومة ولكن ان يتم الذهاب اولاً لانتخابات رئاسية فرنسية مبكرة علماً بأن ماكرون لا يحق له الترشح لولاية ثالثة.
يحدث ذلك ، بينما حكومات اليمين القومي في إيطاليا والسويد والنمسا وصربيا والمجر وهولندا يتمتعان باستقرار سياسي.
إذن فوضى سياسية في معسكر حكومات العولمة الرأسمالية النيوليبرالية التي تعمل لدي شبكات المصالح الغربية ، عشية تنصيب ترامب وبدء مرحلة جديدة ، وسط ارهاصات بأنها مرحلة التفاهم بين بوتين وترامب ، فأين أوروبا وأين زعيم أوروبا وقادة أوروبا مما هو قادم في يناير 2025 ؟