ابداعات

انطفاء

 

آية عبده أحمد 

 

 

 أرأيت بستانًا أخضرًا تحول إلى أرض يابسة؟

هل صادفك البئر الذي هُجِر؛ فجفّت دموعه؟

مَن وصل آخر النفق ووجد ضوءًا؟

كيف نُخبر الحياة بطريقة منمقة أنها نالت منّا؟

 

  هكذا هي الدنيا تظل أحوالها تتقلب بين الشقاء والسعادة، ونُجاريها في محاولة للتأقلم عليها دون جدوى، مؤسف مشهد الأشياء الجميلة وهي تتحول إلى عادية.

 

  ليت الانبهار يدوم، قد يتمنى المرء أحيانًا ألا يعرف حقيقة الأشياء، حتى يحتفظ بالصورة الخلّابة التي رسمها لها في مخيلته، ولكن هيهات!

 منذ أمدٍ طويل، كانت السعادة تنتثر على كل شيء، حتى يتخيّل لك أحيانًا صوت الجمادات وهي تضحك، أو ربما ذاك ما يسمى بسحر الطفولة، لا أعلم السر حتى الآن:

لماذا عندما نكون أطفالًا نرى كل الوجود جميل؟

حين نكبر قليلًا نبدأ في مواجهة التحديات، والتي بدورها تكبر معنا شيئًا فشيئًا، إلى أن ينتهي بنا المطاف في الأربعين من العُمر، رغم أن يوم ميلادنا يُأكد أننا ما زلنا في العشرينيات.

 

  بعد عدة دروس قاسية، خلالها فقدنا أعزاء على قلوبنا للأبد، بعضهم دُثِّر تحت الثرى، وبعضهم أبعدتنا الخيانة والخذلان وخيبة الأمل عنهم قسرًا.

 

 التجارب بحُلوها ومرّها كان لها دور كبير فيما آلت إليه شخصيتنا، أنهكتنا تارة وجعلتنا نبتهج تارة أخرى، وبين كل هذا هناك خيط رفيع داخل روحي اشتعل عند أول خيبة.

 

 اليوم في ربوع الوطن الذي لم تخمد نار حربه منذ عامان، لقد انطفأت روحي المُحبّة للحياة والسعيدة دائمًا والمُدللة للغاية، لطالما كنتُ شمعة أما اليوم تلاشى ذلك الخيط ولم يبقَ سوى بقايا تدل أن هناك ذات يوم كانت توجد هنا شمعة أضاءت لوهلة من الزمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!