✍️ بقلم : ميري عاطف
في زمن تتبدل فيه الملامح وتتغير الموازين ، تبقى المرأة هي الوجه الأجمل للثبات الإنساني.
هي النور الذي لا يخبو مهما طال الليل ، وهي الهدوء الذي يُعيد للعالم اتزانه حين يضطرب.
تبدو للعين ناعمة الملامح ، رقيقة الصوت ، لكنها تحمل في داخلها جبلاً من الصبر ، وسيفاً من الكبرياء لا يُشهر إلا عند الحاجة.
المرأة ليست نصف المجتمع كما يُقال ..
بل هي روحه ، وقلبه ، وضميره حين يفقد الاتزان.
هي التي تزرع الحنان في القسوة ، والنور في العتمة والإصرار في قلب الانكسار.
إنها الكائن الوحيد الذي يستطيع أن يحتضن العالم في عينيه ، ويُخفي وجعه بابتسامة هادئة لا تشبه سواها.
قوة المرأة لا تُقاس بعضلاتها ، بل بقدرتها على النهوض بعد كل سقوط.
حين تنكسر ، لا تنتظر من يُعيدها ، بل تُعيد هي بناء ذاتها من جديد ، قطعة قطعة ، حتى تُصبح أقوى من السابق.
هي التي تعرف أن البكاء ليس ضعفاً ، بل شكل من أشكال التطهر ، وأن الصمت أحياناً أبلغ من ألف كلمة.
المرأة القوية لا تُنافس أحداً ، لأنها تعرف أن قوتها مختلفة.
هي تُدرك أن الهيبة لا تأتي من الصراخ ، بل من السكون الواثق.
تُحب بصدق ، وتمنح بلا مقابل ، لكنها حين تُهان ، تعرف تماماً كيف تُغلق الأبواب خلفها دون صوت ، وكيف تُطفئ قلبها دون ندم.
كبرياء المرأة ليس غطرسة ، بل كرامة مضمخة بالنور.
هو الخط الفاصل بين من يقترب ليُقدرها ، ومن يحاول أن يمتلكها.
هي لا تتكبر ، بل تصون نفسها. لا تتعالى ، بل تحمي أنوثتها من الابتذال.
في وجهها ملامح الطيبة ، وفي أعماقها أنثى لا تُقهر.
ورغم ما تحمله من وجع خفي ، تبقى مبتسمة.
تسهر على راحة الآخرين ، وتُهمل تعبها لتُضيء لمن حولها الطريق.
هي الأم التي تبني الأجيال ، والزوجة التي تُرمم بيتها بالصبر ، والابنة التي تملأ البيت دفئاً ، والصديقة التي تُعيد للحياة معناها.
هي معنى الاستمرارية ، وسر البقاء في عالمٍ يتبدل كل يوم.
المرأة حين تُحب ، تُحب كأنها تُعيد بناء الكون على ملامح من تُحب.
وحين تُجرح ، تُغادر بصمتٍ لا رجعة فيه.
تسامح كثيراً ، لكنها لا تُعيد من أسقط نفسه من قلبها، لأن من فقد مكانه في روحها ، لا مكان له في عالمها بعد الآن.
هي ناعمة ، لكنها أقوى من الريح .. هادئة ، لكنها حين تُظلم تُصبح إعصاراً من العدل لا يُوقفه أحد.
هي أنثى حين تُريد ، وأسطورة حين يُجبرها الواقع أن تكون شيئاً أعظم من ذلك.
في النهاية ، تبقى المرأة _ بكل ما فيها من تضاد وجمال وسمو _ أعظم تجسيد للرحمة الإلهية على الأرض.
هي البداية لكل شيء .. والنهاية التي نعود إليها لنرتاح ..
هي الكبرياء حين ينهار العالم، والسكينة حين يضيع الطريق.