الشيماء أحمد عبد اللاه
كيف حال قلبك اليوم، أو ربما غدًا، أو البارحة، أتمنى أن تكون بخير، ليس ذلك لأجلي، بل من أجل رسائلي السابقة، والقادمة، الرسائل التي لم تُقرأ بعد، ولن تُقرأ فيما بعد.
أعدك أن رسالتي هذه ستكون الأخيرة، رسالة ستختفي في الهواء، كدُخان سيجار بيد رجل تم قتله للتو، ورائحة جثتة لم تخرج بعد، لمَ ستكون رسالتي هذه الأخيرة؛ لأنني فقدتُ الأمل، لا جدوى من كتابة رسائلي، أشعر كأنني مثل جندي يكتب رسالته الستون لزوجته التي لا يعلم بأنها ميتة، ما زلت أقاوم بمفردي.
تجاهلك هذا يقتلني، رُغم ما أعانيه، كتبت لك، إنني أحب حياتي، معاركي، لكنك جعلتني أهرب! لأول مرة أُعلن هزيمتي، أهربُ لأن لقائك صفقة خاسرة، موعدك ليس غرامي، بل مكيدة وفخ، لم الآن أشعر بأنني محاصرةٌ بك! أرى وجهك أمامي بكل مكان! من النافذة، من أسفل البناية، حتى أمام التلفاز، ولم شعرت يدي بقوة يديك، هل جُننت بك!
كفى! كان بإمكانك أن تحاول من أجلي، كنت أنتظر ردًا منك على رسالة واحدة، بئس الرجل أنت، اللعنة على الطرق المؤدية إليك، فلتحترق، ولا تنادي باسمي يومها أن آتي إليك، سأقف مبتسمة أنظر لجثتك تحترق.
روان خباز الحلبي دِمشقيةَ
رد خيالي…..
سأحترق لأجل ابتسامتك، أدفنيني بين ثغرك وغمازتك، أحرقيني ولتضحكي، يكفى أن تضحكي فقط، فقد بكيتي في قربي كثيرًا.
أعلم أني لا أستحق حبك، ولا قلبك، لا أستحق اهتمامك ولا وقتك، لا أستحق أن أكون بالقرب منك.
أعلمي يافتاتي، يا كاتبتي ومُعلمتي، علمتيني الحب وخنتك، ك جندي لما شتد ساعده رمى من علمه.
دعيني أعترف لكِ شي، كُنت اقراء رسائلك، ولكني أخشى الرد، إني جبان جدًا، لا أقوى الرد عليكي، إني قوي قوي جدًا ولكن ضعيف أمام عينيكي.
لا أستحق وجودك في حياتي، أعتراف لكِ إن خنتكِ ولكن سُرعان ما خانتني، كُل ساقٍ سَيُسقى بما سقى.
أحرقيني وابتسمي، ابتسمي فقط.