بقلم : ندى يحيى
تساءلت كثيرًا عن السبب الذي يجعل الجميع ينظر هناك من آخر الصف بعد أن كانوا في أوائله ؟
هل حقًا هي شعلة الفضول والرغبة العارمة في الرؤية عن قرب لكل الأشياء الجميلة أو الغامضة وربما الغير مألوفة للبعض.
ولكن مع مرور الوقت لم أكن أتمكن من رؤية هذا فقد تمكنت حقًا من رؤية شيء آخر كان هو الحقيقة الأكبر من حجة الفضول.
جميعنا نُحب حين نُحرم، نستمتع حين نتذوق العناء، ونعرف قيمة الأشياء أيضًا بعد رحيلها، نظل نتلهث عليها إن ابتعدت عنا خطوات ونموت قهرًا إن توسعت الخطوات لتصبح أميالًا وأميال لنجد أنفسنا في نهاية المطاف نقف هناك مع كل هؤلاء الواقفين في الصفوف الأخيرة مع كل النادمين على السفن الغارقة والفرص الضائعة تلك الفرص التي ركلوها بأرجلهم وهذا الحب الذي تذمروا عليه رغم نقائه.
هنا تحديدًا وفي هذه الصفوف الجحيمية التي يقف فيها الكثير من الحمقى الذين لم يدركوا قيمة الأشياء إلى بعد فقدانها قررت الحياة أن تتركهم عالقين في المنتصف اللعين نادمين إلى أبد الآبدين على كل تلك القلوب المهشمة بفعلتهم.
عند النظر إلى هؤلاء لن تشعر بالندم أو حتى الشفقة عليهم،ربما سيجتاحك شعور اللامبالاه والرغبة في النظر إلى ملامحهم الباهتة المرتعبة من البقاء هناك كثيرًا ولكن رغم ذلك لن تشعر بأي شيء سوى أنهم بقايا من تلك الحفرة التي كادت أن تبتلعك أنت أيضًا أو ربما تلك الصفوف وُجدت لنتعلم بأن كل هؤلاء الواقفين هناك هم الدروس المستفادة من تلك الحياة، حتى لا ننسى أننا لا يجب أن ننسى.