مقالات

تأديب إيران .. لماذا قرر الغرب تفكيك المحور الفارسي

✍️ يوحنا عزمي 

نقطة نظام وفصل الختام وأخر ما يمكن ان يقال فيما يجري في لبنان وعموم المنطقة منذ إندلاع مسرحية طوفان الأقصى موسم 7 أكتوبر 2023.

لأنه ملاحظ أنه حتى ف المعسكر اللى فاهم كويس مسرحية محور الممانعة هناك حالة من الارتباك من التصفية السريعة للمشروع الإيراني على الهواء مباشرة علي هذا النحو ..

اى مشروع دولي .. أمريكي او غربي او أوروبي او حتى من الصين او روسيا لازم يبقى له وكيل إقليمي .. صاحب التوكيل في الإقليم لا يخرج عن النص .. عن السكربت .. عن فصول المؤامرة.

ممكن يتم القبول بهامش من المناورة .. دا شيء مقبول في عالم السياسة ولكن اختراق للخطوط الحمراء دا أمر مش مقبول .

وإيران زي اى تنظيم إسلامي .. الغرب بيتعامل معاه بالأسلوب دا لأنه الإسلام السياسي اصلاً صناعة غربية ، وتم تسليمه عددا من الدول والقضايا الإقليمية من أجل تمييع تلك القضايا وتجميد تلك الدول.

والمنافسة المزعومة ل إيران مع إسرائيل إقليمياً كانت تتكامل مع إسرائيل ولا تعارضها .. كلاهما كان ينفذ اجندة الغرب .

الغرب مكنش عايز اكتر من سوريا ولبنان والعراق واليمن بالشكل اللى عملته إيران في تلك الدول.

بس مشكلة إيران انها تخطت خط أحمر لا يمكن التغافل عنه لم يكن أيا من فصول مسرحية طوفان الأقصى ، ولكن مع العلاقات مع روسيا .. هي كانت علاقات مقبولة بالنسبة للغرب ولكن التابو المقدس عند الغرب دلوقتي هو الحرب الأوكرانية.

انت ممكن تطلع تقول تصريح .. تزور موسكو .. تعبد فلاديمير بوتين .. ولكن تبعت سلاح سواء درون او صواريخ بالستية بل وتم ارسال بعض المتطوعين الموالين لإيران في سوريا إلى أوكرانيا للقتال بجانب الجيش الروسي فكل دي خطوط حمراء يجن لها اهدأ العقول في الغرب.

الكلام مبقاش أسلحة ل روسيا وبس .. ولكن انشاء تحالف دولي مع روسيا والصين وكوريا الشمالية .

“حشمت الله فلاحت بيشه”.. برلماني إيراني سابق ومقرب من مكتب الارشاد ، قال :

– اضطرت طهران إلى أن تقدم عدداً من التنازلات لموسكو لقد شهدنا التضحية بالاتفاق النووي على مذبح حرب أوكرانيا.

– الرسالة الرئيسية للانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت تخفيف التوتر مع الغرب ، وإنهاء التبعية للشرق.

– إستراتيجية التوجه نحو الشرق التي يُصر على تطبيقها المرشد علي خامنئي قد فشلت.

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان صرح يوم الاثنين 16 سبتمبر 2024 بأن إيران لم ترسل أسلحة إلى روسيا منذ ان تسلمت حكومته المسؤولية في أغسطس الماضي.

بس خطة التأديب والعقاب كانت اعتمدت خلاص .. هيكلة إيران ودورها الإقليمي .. طالما خرجت إيران الحالية عن السيطرة والدور المرسوم .. كدا السلبيات بقت اكتر من الإيجابيات وبالتالي يجب إعادة إيران إلى الدور المرسوم لها.

تأديب إيران هو عنوان المرحلة .. وإذا لم تمتثل إيران للشروط التي وصلتها فأن النظام الإيراني وإيران نفسها على المحك وخرائط تقسيم إيران مطروحة للنقاش اكثر من خرائط تقسيم ما يسمى بالدول العربية بالتزامن مع مخطط ترويض إيران .. والقضاء على الأجنحة المتمردة في مشروع إيران الصهيوني ، برضو الغرب ينظر إلى أوراق إيران باعتبارها كروت محروقة وجب التخلص منها عشان فيه كروت جديدة هتظهر في الفترة المقبلة ..

بديل حزب الله جاهز

بديل حسن نصر الله جاهز

بديل حماس جاهز

بديل إسماعيل هنيه ويحيي السنوار جاهز

ممكن يبقا بنفس اللوجو .. حزب الله / حماس

وممكن يكون لوجو تاني زي ما تم إنتاج حركة الشباب الإسلامي في الصومال من رحم إتحاد المحاكم الإسلامية

داعش من قلب القاعدة وتنظيم خراسان من قلب داعش او طالبان 2 اللى تم تسليمها أفغانستان بعد القضاء على النسخة الأولي من طالبان وهكذا.

السبب الثالث للتحرك الإقليمي هذا .. هو خرائط جديدة فصل جديد من الفوضى الخلاقة .. فصل جديد من مشروع الشرق الأوسط الكبير .. فصل جديد من مشروع القرن الأمريكي.

شبكات المصالح الغربية اللى بتدير العولمة النيوليبرالية الرأسمالية مش عايزة دول .. سواء وطنية او دينية او غير ذلك .

إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بكل اجنحتها مكلفة بتحقيق الهدف دا من الساعة الأولي لدخولها البيت الأبيض ف يناير 2021 نشر نموذج اللادولة.

في نهاية المطاف معايا او ضدي بس حزب الله بيحكم دولة اسمها لبنان .. حماس بتحكم ولاية/مقاطعة اسمها قطاع غزة .. الحوثيين يحكمون اليمن الشمالي .. حزب البعث بقيادة الرئيس بشار الأسد يحكم سوريا الغربية.

كل دا لازم يتقسم عن كدا .. تقسيم المقسم هو لعبة الغرب من أيام أتفاقية سايكس بيكو وبالتالي لازم الاذرع الإيرانية دي يتم التخلص منها بشكلها الحالي.

وللمفارقة .. الغرب ليس لديه مشكلة ان تساهم إيران بعد التأديب في الفصل الجديد .. ما هو ف النهاية كيان ودولة وتنظيم وظيفي ودا دوره .. كمان إيران الخمينية إستثمار غربي بقاله نصف قرن تقريباً .. بتزداد هذه الاحتمالية حال إستمرار التيار الإصلاحي في تصدر المشهد بطهران .. لسا فلول حماس وفلول حزب الله ممكن يتعمل بهم تنظيمات جديدة بنفس الإسم او تتغير الأسامي وتفضل الخيانة والمؤامرة واللعبة زي ما هي.

اللى فاهم مرتاح .. ولكن اللى فاكر أنه إيران لها مشروع مستقل وند للغرب او إسرائيل ومش فاهم ان الغرب بيلعب لعبة تقاسم أدوار وفرق تسد بين إيران وإسرائيل وبين الإسلام السياسي (بكل مدارسها السنية والشيعية وغير ذلك) واليهودية السياسية هو من سوف يصاب بصدمة وحزن واستغراب ودهشة.

الموضوع بسيط .. عميل خرج عن الدور ويتم ترويضه وتأديبه عشان لسا قدامه دور جديد .. واذرع للعميل دا انتهى دورها والغرض منها ويتم استبدالها بعملاء آخرين.

والخطر كل الخطر إنك تصدق او تعلق آمالك على أيا من تلك الكيانات الوظيفية إسلامية كانت او يهودية او حتى غير ذلك.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!