ابداعات

وَهم القاع

  •  

ندى أحمد 

 

أسيرُ على أشواك الطريق، اتأرجح بين حينٍ وآخر، تُراودني هواجس بأن القاع ينتظرني وإذا لم أذهب بإرادتي سيأتي عُنوة عني يأخذني له يجعلني من ضيف متردد يزوره قليلًا إلي مقيم أصبح هذا بمثابة بيته.

 

 

غريب ذلك الشعور بأن لا أحد بإمكانه مُواساتك تحزن اليوم؟ لا بأس يا بني هكذا هي الحياة، عليك تحمُل المتاعب لنهاية العمر نحن أيضًا تَحملنا من قبلك، أتسمي هذا وجع!! لا لا فأنت ضعيف البنية كثيرًا….

 

 

عِبارات مؤلمة لا أود أن أسمعها من أُناس لم يفهموا حقيقة الأمر بأن هناك ما يقبع فوق قلبي يجعله يتألم مثل طبيب يضغط بشدة على جسد المريض لِ إنعاش قلبه لكن هُنا الفرق كلما زاد الضغط زاد الألم وليس النجاة.

 

 

أحدثُ نفسي كل يوم بأن أراء الآخرين لا تُهم طالما أنت وحدك من تعرف معنى شعورك وحينما أتعايش مع الواقع المرير أجد بأن وجود شخصًا واحدًا معك قادر على التقليل من حدة الأمر، يُؤنس وحِدتك، يغلق فمه بجانبك إلى أن يشعر أن صمته هذا يجعلك تغرق فيحُثك على الإستيقاظ من عالمك الوَهمي الذي صنعته بيدك فيمدُ لك يده ويقُل: لا أريدك تنهي حياتك في ذلك المكان المعتم لا تخف أنا هنا. 

 

 

 ثم ينتشلك من القاع الذي كلما مررت بخيبات جديدة تغرس فيه أكثر مثل حافلة كلما مرت في الصحراء تأخذها الرمال المتحركة رويدًا رويدًا إلى أن تختفي.

 

 

لذا المرء توهمهُ الأحزان دائمًا، تُسيطر عليه من خلال مشاعره الهشة إلى أن تبتلِعه حيًا، تتغذى عليه كمصاصي الدماء يتغذون على دماء ضحاياهم بلا رحمة ولا يسِعك سوى الخوض أكثر و الإستسلام بأن الأسوء لن يتركك فلِما المحاولة؟ أو رفع الراية البيضاء للنهوض بعِزم قوتك كجندي شجاع يُحارب بفرده بعد أن توفى باقي جنوده ولم يبقى سواه كلاهما خَيارين كلًا منهم سيُغير مجرى قصتك فأيهما تختار؟.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!