إسماعيل السيد
رُبّما نجوتُ هذه المرّة لأقصَّ لكم قصّةً جديدةً
دعونا نُشعلً ما تبقّى من حطب
(هذا ليس الجحيم، الجحيم ماهو قادم)
ماذا عن تاجرِ الزيتونِ الذي يُصلّي في دارِهِ وحيدًا.
عن الأفعى التي تلتفُ حولَ المئذنةِ
..وصغارِها الذين يلدغون المُصلّي عند كل أذان.
عن أطفالهِ الذين يسدّون فوّهة المزمارِ والبندقيّةِ بالحجارةِ
“من منكم سيتركني أحكي ويذهبُ للصلاةِ؟”
عن النساءِ المُصفّداتِ بأعمدة المساجد
والخليفة الذي قتله التتار في بغداد،
عن النذيرِ الذي جاءَ من أقصى المدينة يسعى ليصرخ بنا يا أهالي البلاد قبل أن يمنحوه وظيفةَ مُذيعٍ ببرنامجٍ ترفيهيٍّ..
عن المُتنبّي الذي استضافوه في التلفازِ ليمدحَ الوالي الجديدَ
وفواصل إعلانيّة عن (الخيل والليل والبيداء)
عن القوافلِ العربيّةِ التي يُخرجها بيت المال للبيت الأبيضِ على أنغام المهرجاناتِ والنشيدِ الوطني
والكلابِ التي تحرسُ القافلةَ بينما نعوي من الجوعِ،
عن الشعراء الذين تولّوا يوم الزحف ليتغزّلوا بعيونِ جاريةٍ روميّةٍ،
عن الجماهير الذين يتقاتلون من أجل احتساب هدفِ التسلُّلِ بينما يتعانق اللاعبون ويقتسمون ثمن التذاكر،
عن الوباء ونار المَحشَرِ
والدابة التي تُحدّثُ الناسَ في برامجِ (التوك شو)،
عن العالمِ الذي يسحبُ الزِنادَ
ليقتلَ شاعرًا توقّفَ عن البُكاءِ.
هذه قصّةٌ قصيرةٌ جدًا لم تنتهِ بعد وغدًا إذا نجوتُ سأحكي لكم حكايةَ التاجرِ اليهودي البخيلِ.