ابداعات

الكوب الجريح

بقلم_يارا فيصل

 

في غضون الليل أجد الكثير من الأيدي، أحيانًا أشعر بدفء يتسللُ روحي من السعادة والنظر إليّ بحنان، وأحيانًا أشعر وكأنني أختنق من شدة ما ينتابني من حزن شديد، أشعر به في تلك القبضة المميتة، فهي تود الفتك بي مما تتذكره من آلام، وأنا أنظر إليها مشفق عليها مما يحدث بها، لِمَ تتحول القبضة الناعمة إلى كل هذه القسوة؟ 

 

أشعر وكأن روحي قُبضت من عيون تلك الهائمة التي تسرح في مسحوقي الجذاب، تنظر بكل شوق وكأنها تنتظر شيء ما، ولكن بعد بضع دقائق، رأيتُ سيولًا من الدموع انهمرت داخلي، فتحول الشوق إلى حزن لم أعلم ما سببه، فقط كانت تنظر في صمت، تترقب كل شيء إلى أن أتت اللحظة الحاسمة، اللحظة التي كشفت فيها عن هويتها، أسدلت ضعفها داخلي، وكأنني أنا الملاذ الوحيد لها.

 

مع إشراقة صباح يوم جديد، أرى أيضًا العديد، والعديد، إلى أن أصبحتُ أنتظرهم يوميًا، يأكلني الوقت وأنا مركون هكذا على أرفف الحياة، أتنقل بين أيدي كثيرة، أتعلق بهم كثيرًا، ولكنهم لم يظهروا لي هذا، يقوموا بتغييري، يتركوني إن هزمت من الحياة، وأنا الذي تقبلت كسورهم، عملتُ على مواساتهم عندما خذلهم البشر، كنتُ خير صديق لهم، ولكنهم تركوني جريحًا أُعاني بمفردي، فهل فرطتُ في الاهتمام بهم، أم طابع الغدر فطرة لديهم؟

هل عرفتموني؟

أنا: كوب القهوة المخذول

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!