ابداعات

( لو كُنَّا )

 

بقلم/ نـدى سُليمان 

 

أفْلِت يديكَ، لا تتمسَّكَ

أرخي حِبال الشَّوق لوصلٍ كاذب

 

أطلِق غرورك وارتفع 

بعضُ التخلِّي واجب

 

لو ذابَ بعضُك واحترقْتَ

لم يُحَل ضِيقَ العَطاءِ لِرَاحِب

 

واركض ما شئتَ؛ لم تنلْ حظًا 

القَدرُ بالمنعِ له حاجب 

 

وادعو وارجو ولا تيأسَ 

وتضرَّعَ، لِّليلِ سهمٌ صائب 

 

وأودع جهودكَ واطمئنَ 

ما كان سعيُك عن إلهِكَ غائب

 

وصُن فؤادك عن تمنِّي  

شاطئهُ يُغريكَ، وتعودَ منهُ خائب

 

يا مَن تركتَ في السَّلامِ حقوقِكَ

كم بَقيَ من عُمرك لتكون فيه مُحارب!

 

أعدل عن الحربِ وعن التَّنازُعِ

ما كُنت يومًا للمعاركِ راغب

 

ألْقَت بنفسها في طريقِكَ 

في السِّلم صفُّكَ، 

لم تكُن يومًا للشَّر جالب

 

هكذا الدنيا تعتريكَ رياحُها 

تَعدُّ على مهلٍ للأنقياءِ متاعب

 

سُنَّة الله، وسُنَّتهُ يزول العُسرُ والكَدرُ

والفرجُ يأتي، والله على أمرهِ غَالب

 

رقيقةٌ أمنيات الصادقين كوردةٍ

وعميقةٌ فوق المَظاهرِ، كأملٍ سارب

 

نقيةٌ أحلامهم وذي ضياءٍ وبهجةٍ 

وثَمَّ شيطانٌ للنقاءِ يُغَالب 

 

يهزمهٍ مرةً، ويُصعق ببرقِه أُخرى 

فإذا تمكَّن كان نفثَهُ لليقينِ ثاقب 

 

لو عاد بيكَ زمانُك ما نِلتَ إلًّا الذي نِلْتَهُ

فلا تَقُل لو كان كُنَّا، لم يكُن،

فلا تَكُن بالتمنِّي مِن وحياتِكَ هارب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!