إسماعيل السيد
مساء الخير عزيزتي
إنني أحاول فهم هذا الشيء الغريب الذي يحدث
هذا الزلزال العصي عن التفسير
هذا المسحوق الغامق الذي يخرج من صدري ويرسمك في الهواء
هذه الرغبة الجامحة تجاه عينيك
لقد جئتك بنصف جسد
بنصف روح
بنصف يد لا تُجيد إلتقاط الأشخاص الذين يتساقطون
بنصف ساق ركضت لتنجو من الموت مراراً ، ركضت في إتجاه الرصاص ،ولكنها جبانة عندما يتعلق الأمر بالحب
جئتك هكذا
أحمل في راحة يدي كل الخطوات التي تحطمت ،أحمل الفراغ ،واللا شيء الكثيف الذي يتسلل كلما أغمضت جفني
وقلت لكِ
مرحباً
كغريب ،أو كعابر سبيل ،يتفقد تذاكر الرحيل
لعل الحب هو أن نلغي اللغة ،ونتحدث إلى أنفسنا
نتحول بكاملنا إلى أحرف
إلى كلمات لا تُنطق
لعل الحب هو أن نتناقص في كل عناق ،في كل قُبلة
ونتحول مع الوقت إلى ضباب
ونتلاحم مع الطبيعة
ولعله الغفران المتواصل
أن نخطئ مراراً وتكراراً ،وأن نكون دائماً على إستعداد لنغفر
عزيزتي
أنا اشعر بالخراب
ولكنه خراب جميل ،أشعر بأنني معلق بخيوط جاذبية مُخيفة ،بطاقة أشبه بتلك الطاقة التي يتحدث عنها القدماء الطاقة التي توحدنا مع الأشياء حولنا
أنا أتصوف بكِ ،أشعر بالألم لأنني مثل سجين مكبل بالأصفاد كلما قاومتك كلما تأذى شيء في داخلي
ربما عليّ أن أرضخ لفكرة أنني معلق بكِ ،وأنني أتحول إلى سمكة تتنزه في بحرك
بحرك الغامض ،الكثيف المخيف
كما أنني
أشعر بأن من الجميل أن اتألم من امرأة تشبهك ،امراة لها هذا الحضور المُربك
امرأة تغفر بإستمرار ،مثل تجاعيد أمي
ربما أنا
قلت الكثير من الأشياء دون أن أقول شيئاً
لقد أخبرتك
أنا مزدحم باللا شيء ،اللا شيء لا يمكن وصفه ،إنه اللا مكان ،الدخول إلى منزل عالي الجدران عبر “اللا باب”
أو الإستماع لقصيدة كتبت “باللا صوت”
اللا شيء هي لآت كثيرة تتراصص مع بعض لتلغي غباء الاشياء حولنا
وتتركنا فقط نحن
ربما يكون اللا جسد حاضراً
بقبلات
يُطعمنا اللا شعور ،ولكنه حتماً يعطي مذاقاً بطعم اللا طعم
أنا أثرثر حول أشياء لا أفهمها
لأن هذا الشيء الغامض الذي أسميته اللا شيء لا يُفهم ،فاللا شيء يُعد شيئاً مثل العدم
الإعتراف بوجود شيء يُدعى العدم يجعل للعدم وجوداً لا وجودي
تباً
أردت فقط أن أقول
كم أحبك
وكم أشتاقك
وكم أنا متعلق بك
وكم ..
وكم …
وهكذا.