✍️ يوحنا عزمي
قبل ساعات قليلة، شهدت الولايات المتحدة حادثة هزت البلاد بأكملها، حدث غاية في الصدمة، عندما وقع اغتيال مباشر لشخصية أمريكية بارزة على الهواء مباشرة أمام أعين آلاف الناس.
الشخص الذي وقع عليه هذا الاعتداء يُدعى تشارلي كيرك مؤثر أمريكي مشهور وصاعد بقوة في أوساط اليمين المتطرف، وواحد من أهم الوجوه السياسية المقربة من ترامب ونتنياهو. ما حدث أمام الجماهير يُعتبر بلا شك واحدًا من أخطر الأحداث السياسية في تاريخ أمريكا المعاصر، ولأسباب ستظهر فورًا عند تتبع التفاصيل.
قبل ساعتين، كان كيرك جالساً بين آلاف من محبيه ومؤيديه في مؤتمر صحفي ، يتحدث بحرارة عن آرائه السياسية المثيرة للجدل ، حيث كان يدعو لمحاربة المتطرفين المسلمين ويبرر الأعمال الإسرائيلية في غزة، قائلاً إنها مواجهة لحيوانات ووحوش نيابة عن العالم كله. بينما كان يواصل حديثه ، دافع بشدة عن حرية امتلاك السلاح واعتبرها “حقا مقدساً”، وفي لحظة حاسمة سُئل عن عدد جرائم إطلاق النار الجماعي في أمريكا ، فأجاب بطريقة استفزازية : “بما فيهم عنف العصابات ولا لأ؟”.
فجأة ، وفي لحظة لم يكن أحد يتوقعها ، دوى صوت رصاصة من قناص محترف اخترقت رقبته مباشرة، لتندلع الدماء ويسقط على الكرسي أمام أنصاره ومتابعيه، بينما كانت الكاميرات تلتقط المشهد في كل مكان حول العالم.
في البداية ، أشارت التقارير إلى أن مطلق النار كان رجلاً مسنًا أمريكيًا وضابطًا سابقًا في الجيش متخصصًا في القنص، وكان يُقال إنه مؤيد لفلسطين. لكن دقائق بعد ذلك، تغيرت الرواية وأعلن أن الشخص الذي نفذ الضربة الفعلية هرب وأن هويته لا تزال مجهولة.
رد فعل ترامب لم يتأخر، إذ أصدر أمرًا عاجلًا بإعدام مطلق النار دون أي عفو أو نقاش، في خطوة تعكس حجم التوتر السياسي الهائل الذي أحدثته الحادثة ، وما يعنيه هذا الاغتيال من زلزال سياسي بكل المقاييس.
كيرك لم يكن شخصية عادية ؛ فقد كان النجم الأبرز في اليمين المتطرف ، ومرشحًا محتملاً لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات المقبلة ، وكان يدعو صراحة لإلغاء قوانين الحريات والمساواة، ويؤمن بأن أمريكا يجب أن تكون حكراً على البيض المسيحيين اليمينيين، كما كان يبرر بشدة قتل المدنيين في غزة ويصفه بأنه “حق مشروع”.
المفارقة الأكبر أن كيرك قبل أيام قليلة فقط قال جملة أصبحت الآن تتداول على نطاق واسع: “لو عايزين أمريكا تبقى عظيمة، يبقى لازم يموت بعض الناس، وده ثمن بسيط في سبيل عودة العظمة”، وهذه الجملة تحولت بعد دقائق قليلة إلى واقع مأساوي بالنسبة له ، إذ أصبح هو نفسه أحد هؤلاء الأشخاص الذين كان يتحدث عنهم، برصاصة واحدة تكلفتها أقل من دولار.
التحليلات الآن تشير إلى أن هذا الحادث قد يكون الشرارة التي تُشعل اضطرابات مدنية واسعة، قد تصل إلى صدامات بين التيارات السياسية المختلفة ، وربما مواجهات مباشرة بين الناس في الشوارع الأمريكية ، ما يشير إلى مرحلة جديدة من الاستقطاب السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة، ربما تكون أخطر من أي وقت مضى، وتؤثر على شكل البلد بشكل جذري في الأيام المقبلة.