المهند إسلام
ارتجلت بخطى واثقة،
صاحبة الهالة الملكية،
ووضعت حقيبة يدها على طاولة العمل،
حقيبة “لويس فيتون”
بنية اللون.
وبينما تخرج علبة القهوة،
لتحضر قهوتها الصباحية كما العادة،
أخذت تطالع شركائها من العمل،
للتؤكد من أنهم يتصرفون على طبيعتهم،
غير مستعدين للمفاجأة القادمة.
ولكن بعد القهوة بالطبع،
فخلف كل انتصار، كوبَ قهوة، غير محلى.
وما أفضل القهوة من يدِ ابنها! ولكن ليس اليوم بالطبع، فاليوم هو اليوم المنتظر، الذي ستعلن فيه عمن تكون، لهؤلاء الأشخاص الذين ساعدوها طوال فترة عملها، وأعني عكسَ ما قلتهُ.
وبعد انتهاءها من القهوة،
ولعق تنوة القهوة،
وأخذ مقطع “سناب” ومشاركته مع الأصدقاء،
وقفت لتعلن عن ما قد أخبئته طوال تلك الفترة.
“مرحبًا بالجميع!”
بدأت خطابها
“أعلم أنكم كنتم تنتظرون مديرة الشركة لتدير هذا الاجتماع،
ولكن حدثَ ظرفٌ طارئ ولن تستطيع المجيء،
وأرسلتني لأديره في غيابها،
لكن لا تقلقوا، ستأتي بعد قليل، بعد أن أهدي رسالتي القادمة إلى بعضِ الأشخاص.”
“أعتذرُ لكِ عزيزتي ولكن، لم تعلمني المديرةٌ بهذا الأمر!”
قاطعتها مساعدة المديرة قائلة.
“أعتذرُ أنا الأخرى يا {عزيزتي}”
قالت “أنچل” للمساعدة
“..ولكن أخبرتني المديرة بهذا الأمر شخصيًا، لذا من فضلك اتخذي مقعدك واستمتعي بالإهداءات.”
أكملت “أنچل”.
“أريد أن أهدي هذا الاجتماعِ لعدة أشخاص، ساعدوني كثيرًا خلال سنواتي بالعمل معكم، ألا وهي مديرة حركة المواصلاتِ العزيزة، التي ساعدتني كثيرا لإيجاد الحافلة المناسبة لإيصالي إلى العمل يوميًا، وبفضلها لم اضطر إلى الغياب أبدًا، وكما هو معروفٌ عن بلدتنا بمواصلاتها الصعبة، فكانت مديرة الحركة مفيدة لنا بل وأكثر!”
اضطربت مديرة الحركة، فهي تعلم أن كل كلمةِ عنها كانت كاذبة.
“إهدائي الآخر هو لكِ {عزيزتي}” أشارت بسبابتها وإصبعها الأوسط، على شكلِ قوسين.
” أعني عصفورتنا {العزيزة}، بل أعني كاذبتنا العزيزة، فالعصافيرُ تنشر الأحداثِ الصحيحة لأصحابها، أما الكاذبين فيوصلون المعلومات الخاطئة، للإيقاع بين الناس.”
“عمّا تتحدثين؟” قالت مساعدةُ المديرة.
“أيّ عصافير وكاذبين تهذين أنتي، وباسم من تقولين هذا.”
“باسم المديرة.” صُدِمَ الجميع
“وكان هذا الخبرُ الثاني، أدعُ المديرة تعلنه لكم، ولكن للأسف، علقتما معي، يا مديرة الحركة، ويا مساعدتي ال{عزيزة}، فأنا أصبحتُ المديرة الجديدة، بل بالمعنى الأصح، كنتُ المديرة طوال هذا الوقت.”
خطت “چوليا” في القاعه، صوتُ كعب حذاءها مصدراً طقطقه يسمعها الجميع.
“كلّفتُ صديقتي لتصبح مديرةٌ لكم” قالت مشيرة إلى “چوليا”، التي أشارت مرحبة بالجميع، بينما تبتسم نحو صديقتها.
“بينما تواضعت همتي لتعيش وسط مجتمعكم، منتقلةٌ بدوري إلى بيتي القديم، لأرى نفوسّ كل منكم، وأخرج من كان في نفسه مثقالُ ذرة من كبر، غير أنني لم أجد فيكما أنتما الإثنان غيرَ الكبر، كأفعى تتلون مع كل حائط تطيله، لتسمم من في المكان وتدمره.”
تنهدت ثم أكملت.
“وقبل أن أطردكما، أريد إعلامكن والجميع،أنه وبعد الاطلاع على تفريغ تسجيلات المراقبة،وعلمنا أنه يتم الاختلاس من قبل أناسٌ تتظاهر بالإيمان والعواطف الجياشة، والإيناسُ بالآخرين وتمجيد المرتزقة، بصفتي المديرة، أطرد كلَّ منكن، انتهى الإجتماع.”
أمسكت أنچيلا بذراع صديقتها، لتتوجهان نحو عربتها ال”چيب”، لتقودان إلى مقهى راقٍ بجانب بيتها، في المنطقة الحضرية، التي لم يعلم أحدٌ أنها تسكنها.
وأحادثكم من واقعٍ تعايشه “ذات الهالة الملكية”.