✍️بقلم/ *انتصار عمار*
على رصيف الحياة الآخر
تلاقينا، كلانا لايعرف الآخر، وربما لا يشبهه، ولكننا على حافة الكلمات تلاقينا.
في حارات الزمن، ومدن الأنين، وعلى عتبات اللقاء، وشوق الحنين، وهمسات الليالي، التقينا.
في زحام الأنفاس، ووسط غيوم السماء، ورسائل الليل المسافرة في عيون الزمان، وجيوب القدر الملأى، قصة هوانا ابتدينا.
تلاقت الأعين خلسةً، وسط حديث صمتٍ، صمت فيه الزمن، وهوت فيه الأنفاس، وترجم القلب غيبًا، ما حكينا.
وكأننا صفحاتٍ لكتاب، لم يُكتب بعد، ورواية مطموسة هويتها، لا تملك نهاية، وليس لها حد، تغرق وسط موج ثائر، وما اشتكينا.
ربما كان الدرب شائكًا، وعرًا، لكنا الزمان، والمكان، وكل شيء حولنا، تناسينا.
وكأن كل ما بالعالم، اختفى، اختبىء وراء لحظ الزمان، وتوارى لأجل هذا اللقاء، وكأنه قدر خُط بجبين الزمن، وهبط من سمائه إلينا.
كظلٍ في ليالي صيفٍ حارة، عانق خُطواتي، والتقط خوفي، وسطر أقصوصات الهوى، المعلقة على جدران الزمن. قصائد تغزل الأماني، وتُزهر الأحلام بين يدينا.
كروحٍ تتلهف للقاء حبيبها، فكان الهوى عندما لاقيتك، حديث قصير دار بين عيني، وعينك، وكأننا منذ أمدٍ بعيد، التقينا.
ومضيتْ، ومضيتُ، وعبرت شارع الحياة،
وقلبي يلتفت إليك، وإذ بك
تلتفت خلفك، وكأن شيئًا ما يطرق باب قلبينا.
سرت بدربي الطويل، تحملني أنفاسي، لكن ليس إلى طريقي، ولكن إليك، لا أدرى ماذا ألم بي؟
ولا أعي ماذا حدث!
وكأنها رواية سُطرت بليالي الغيب، عنوانها اسمينا.
وعدت إلى بيتي، وطيفك يلازمني أينما سرت كظلي، ونظرات عينيك شمس تسطع، كل نهار بعيني، تُلهب الشوق نارًا، ومن عذب الكلمات ما ارتوينا.
وظلت تلك النظرات تلاحقني، حتى في نومي، كشمسٍ تطارد صيفًا، إلى أن قابلتك مرةً أخرى صدفة، وكأن القدر خط بأنامله موعدًا آخر، لحديث عينينا.
فتُرى هل سيكون رصيف الحياة عنوانًا لقصة حبٍ نمت على أغصان الهوى، وستكتمل، لتخلد اسمينا؟
أم يكون مجرد رصيف، يزوره المارة، وفي مفترق الطرق، تضيع معالم الحياة، ويتلاشى وجه الحب، وكما ابتدينا، انتهينا!




