ابداعاترسائل قلبية

عكس التيار

آية عبده أحمد

 

 يتباهى بجبروته فيجوب جميع الأنحاء بتكبُّر، وفي كل مرة يختار فريسته بعناية، وينقضّ عليها على مرأى الجميع، والذي يعترض يلقى حتفه أيضًا، بدون مقاومة أو محاولة لفعل شيء، استسلموا للأمر، وينصحون صغارهم بألا يواجهوه؛ كي لا يحدث لهم مكروه.

 

 

 

 في تلك البُقعة ولسنوات طويلة انتشر الظلم، واعتصر الحزن والألم قلوب المغلوب على أمرهم، فيصمتون في كل مرة، ويأتي الطاغية ليتفنن في تعذيبهم، فلا يكترث بأنه يُرَمّل الكثير من النساء، ويقهر رجالًا يُطالعون موت أبنائهم أو إخوانهم أو أصدقائهم.

 

 

 

 لم يَحِنّ حتى على الأطفال الذين أصبحوا أيتامًا بسببه، وسُلِبَت طفولتهم، فيشيبون مُبكّرًا من التفكير والحزن والألم، هذا ما يحدث كل مرة، والجميع يخشى أن يأتيه الدور، يمضون أيامهم بشكل اعتيادي للغاية، حتى جاء ذلك اليوم…

 

 

 

في ذات الموعد جاء يتسكّع في الأرجاء، إلا أنهم هذه المرة قد اجتمعوا معًا، وأقاموا ثورة زلزلت قوّته المصطنعة، لقد انقلب السحر على الساحر، وسقط قناعه المخيف، وظهر على حقيقته الضعيفة، حتى أنه حاول الهرب، ولكن هيهات! 

 

 

 

  لاحقه المكبوتين بغُبنٍ وتمرُّدٍ على الظلم، سلاحهم الوحيد هو رسائلهم إلى السماء، أما صوت هُتافاتهم فقد أصاب الظالم بالهلوسة والجنون والرعب، وتعلّم ذلك الجيل درسًا مهمًّا: أن الظلم لا بد أن يفنى ويتلاشى، والشمس مهما تغيّبت حتمًا ستُشرق ذات يوم.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!