مقالات

الخروج من الحرب : رؤية سياسية لتحقيق السلام

✍️ يوحنا عزمي 

لو كنت مكان الرئيس الروسي بوتين وبعد ثلاثة أعوام من الحرب المتواصلة في أوكرانيا ، والتي تكلفت كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعته روسيا فيها ولم تعد تعرف كيف تنهيها او تخرج منها ، لقبلت علي الفور ودونما تردد بحل سلمي ينهيها يقوم علي قاعدة مناسبة من التنازلات المتبادلة مشفوعة بضمانات أمنية دولية كافية كأساس لتسوية سلمية شاملة ومتوازنة ودائمة بينهما كدولتين جارتين.

هذا هو الحل الواقعي الذي تفرضه دواعي المنطق والعقل بعد حرب استنزاف طويلة ومكلفة لم يكن لها داع من الأساس.

ولا اعتقد ان الرئيس الأوكراني زيلينسكي سوف يمانع او يعترض بعد ان فعلت هذه الحرب بأوكرانيا ما فعلت وكبدتها هي الأخري ثمنا إقتصاديا وإنسانيا فادحا للغاية.

ومع وجود الرئبس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض ، ومع تصميمه علي إغلاق ملف هذه الحرب التي وصفها بالحرب السخيفة ، فإن الكرة الآن اصبحت في ملعب الرئيس الروسي بوتين ، وليته يمتلك الجراة والشجاعة السياسية الكافية التي تجعله يخرج الآن علي العالم ليعلن عن قراره بوقف إطلاق النار وبأنه جاهز للجلوس علي مائدة التفاوض بحثا عن تسوية سياسية نهائية لمشكلة هذه الحرب.

ووقتها سوف ينزاح عن كاهل الشعبين الروسي والاوكراني ومعهما شعوب اوروبا والعالم كله هذا الكابوس الثقيل الذي كان ينذر في المراحل الحرجة من هذه الحرب بنشوب حرب نووية عالمية ثالثة يدفع العالم كله ثمنها .

وهذا هو حال الحروب دائما تبدأ في ميادين وساحات القتال ، وتنتهي علي موائد التفاوض الدبلوماسي ، اي يخوضها العسكريون ويكتب نهاياتها السياسيون. وهذه هي مرحلة السياسيين بعد ان ادي العسكريون ما عليهم علي الجانبين .. فهل يفعلها بوتين ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!