مقالات

سيناريوهات الرد المحتملة من إسرائيل بعد إعتراف بعض الدول الكبري بفلسطين

✍️ بقلم : يوحنا عزمي

أحدثت سلسلة الاعترافات الأخيرة بدولة فلسطين – من دول كبرى مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا – زلزالًا دبلوماسيا في المشهد الدولي.

هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام على تل أبيب، حيث وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعترافات بأنها “مكافأة للإرهاب”، ولوّح بأن إسرائيل سترد بعد عودته من واشنطن. لكن ما شكل هذا الرد؟ وما هي السيناريوهات المحتملة التي قد تلجأ إليها إسرائيل لمواجهة هذا التحول الدولي؟

أولاً : الرد الدبلوماسي الرمزي

استدعاء سفراء الدول المعترفة للتوبيخ.

تقليص مستوى التمثيل الدبلوماسي أو سحب السفراء الإسرائيليين.

إصدار بيانات قوية تحمل لغة تهديدية.

هذا النوع من الردود يوجه رسالة سياسية دون أن يكلف إسرائيل خسائر اقتصادية أو أمنية كبيرة ، لكنه محدود التأثير على أرض الواقع.

ثانياً : العقوبات الاقتصادية المحدودة

قد تفكر إسرائيل في خطوات اقتصادية انتقائية ضد بعض الدول ، كتعليق اتفاقيات تجارية أو فرض قيود  على شركات تتعامل معها.

لكن هذا السيناريو ضعيف نسبياً ؛ لأن التبادل التجاري بين إسرائيل وهذه الدول ليس بالحجم الذي يجعل العقوبات مؤثرة ، بل قد تنعكس سلباً على الإقتصاد الإسرائيلي نفسه.

ثالثاً : تعليق أو تخفيض التعاون الأمني والاستخباراتي

إحدى الأوراق الحساسة بيد إسرائيل هي التعاون الأمني والاستخباراتي.

فقد تلجأ تل أبيب إلى تجميد أو تقليص التعاون مع بعض الدول التي اعترفت بفلسطين، لتؤكد أن “الاعتراف له ثمن أمني”.

هذا الخيار قد يربك بعض الأجهزة الغربية ، لكنه أيضا سلاح ذو حدين ؛ إذ تعتمد إسرائيل بدورها على هذا التعاون في ملفات استراتيجية مثل مكافحة الإرهاب والملفات الإقليمية.

رابعاً : خطوات أحادية على الأرض

في حال أرادت إسرائيل توجيه رسالة أكثر صرامة ، قد تلجأ إلى خطوات أحادية ، مثل :

توسيع الاستيطان في الضفة الغربية.

إعلان خطط لضم أراض جديدة.

تشديد الإجراءات الأمنية في القدس والضفة.

هذه الإجراءات ستكون بمثابة تحدٍ مباشر للمجتمع الدولي، لكنها أيضا قد تزيد عزلة إسرائيل وتفتح الباب أمام ضغوط قانونية في المحاكم الدولية.

خامساً : التنسيق مع واشنطن للضغط المعاكس

من السيناريوهات المهمة أن تسعى إسرائيل إلى استخدام علاقتها الخاصة بالولايات المتحدة لعرقلة أثر هذه الاعترافات.

قد تدفع نتنياهو الإدارة الأميركية للضغط على الدول المعترفة أو منع دول أخرى من اتخاذ نفس الخطوة، وهو سيناريو يعتمد على قوة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.

رغم نبرة التهديد العالية ، يظل الواقع معقداً أمام إسرائيل. فالعقوبات الواسعة ضد دول كبرى قد تكون مكلفة جدًا، فيما تظل الخطوات الرمزية أو الإجراءات الميدانية أكثر ترجيحاً.

لكن المؤكد أن الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين يمثل تحدياً استراتيجيًا لإسرائيل لا يمكن تجاهله ، وقد يدفعها لتبني خليط من الردود الرمزية والدبلوماسية ، مع إبقاء “الخيار الأمني” كورقة ضغط مستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!