بقلم : ندى يحيى
دائمًا كنت أُفضل العناقات بين الأصدقاء والأحباب والأهل وتحديدًا إن كانت عناقات الأيادي،تلك اللمسات التي كنت أُصر دائمًا على الشعور بمدى عمقها وكأنها كانت السبيل الوحيد لطمأنينتي تجاه ما بيننا.
طالما كنت أؤمن أن تلك اللمسات قادرة على أن تكشف عمق ما بيننا أو ما تبقى منه، ربما قادرة أيضًا على جعلنا نشعر بأن نهاية ما بيننا قد إقترب من سلام واحد يكسوه البرود بعد أن كان الدفئ يعم المكان بلمسة واحدة بين كفوفنا لنوثق بها أننا مازلنا نرغب في البقاء.
ولكن في حقيقة الأمر أن البعض منا قد يستحي بأن يُصرح عن رغبته في إنهاء ما تبقى من رفات العلاقة أو أن يقول بصوت عالٍ أنا لم أعد أنتمي إلى هنا .
ولكن من عناق واحد ستدرك أن برودة الكفوف في كثير من الأحيان قد تزيل الستار عما تخفيه القلوب من عدم الرغبة ومن الشعور الكبير بعدم الإنتماء فلا تتجاهل شكوكك .
لأسأل نفسي هنا سؤالًا واحدًا هل أصبحت حقًا حريفة للخسارة ؟
لأجد نفسي تخبرني بأنني أصبحت أشْتَمُها من على بُعد أميال من قبل حتى أن تصافح كفوفنا بعضها البعض، لأدرك بعد ذلك أنه في كثير من الأحيان قد تتحول أسلحة الطمأنينة بيننا إلى إنذارات للخسارة.
هذا البرود الذي يكسونا فجأة تلك الشكوك التي تجتاحنا تجاه من نحب وحين تحاول أن تتمسك بخيط واحد لتمانع شكوكك ستجد كل الخيوط ذائبة، لتدرك أنك مهما حاولت أن تُمانع شكوكك التي نَمت منذ السلام الأول
ستغلبك يومًا ما،لتقرر حينها أنك الآن في سباق حتمي مع التخطي ولا مجال للهروب.
وأن الأمل في بداية جديدة من بين كل تلك الأنقاض سيكون هو سبيلك الوحيد للنجاه، وإلا أصبحت واحدًا من هؤلاء الذين يكملون ما تبقى من أعمارهم بين جدران دور الرعاية النفسية بعد أن فقدوا قدرتهم حتى على الإيمان بأن الأمل في النجاة دائمًا هو السبيل الأوحد للعبور من بين الأحزان بسلام.
ولكن هذا ليس أكثر أهمية من الإيمان بأن الخسارة هي قانون من قوانين الحياة ربما تُجبر عليها بأقسى الطرق ولكن إن قررت الإستسلام ستخنقك أحزانك إلي أن تجعلك تائهًا في الأرجاء تتحدث مع ظلال كل المفقودين داخل أربعة جدران فاقدًا لصوابك حتى النهاية.