✍️ يوحنا عزمي
ومن هذه التصريحات الأخيرة ما يلي :
1 ـ دع الجحيم يندلع .. إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الرهائن بحلول الساعة 12 ظهرًا يوم السبت ، فيجب إلغاء وقف إطلاق النار وسيشتعل الجحيم.
2 ـ ربما أوقف المساعدات للأردن ومصر إذا لم يستقبلا اللاجئين.
3 ـ إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة في إطار خطتي لشرائها.
4 ـ ملتزم بشراء غزة وامتلاكها وربما يعطي أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها.
5 ـ سيبحث السماح للاجئين فلسطينيين بدخول الولايات المتحدة الأميركية.
وممكن نضيف عليهم ما خرج من تل أبيب أنه الولايات الأمريكية وافقت على مطلب إسرائيل بعدم الانسحاب من لبنان بحلول 18 فبراير 2025 بالمخالفة لاتفاق الهدنة في لبنان.
هذه هي التصريحات .. لنذهب إلى قراءة ما بين السطور ..
مبدئياً استغربت من حالة البهجة ونصب كرنفال النصر على ضوء تصريحات مصدر مسؤول أمريكي مجهول لمنصة قناة العربية، كان ملخص التصريحات ان الأزمة انتهت وأمريكا لن تجسر على مواجهة العرب واولهم مصر .. الخ إلى اخر التصريحات.
ومنبع استغرابي أنه أمريكا في زمن ترامب هي دولة الرجل الواحد .. وبالتالي ان الأمور تبدأ وتنتهي من عند ترامب ، فلا تنتظر تصريح عن الأزمة الا من ترامب .. اى أزمة وليست أزمة معينة.
أمريكا اليوم هي “ترامب شو” .. فلا تنتظر حل او تصريح حاسم إلا من فتى الشاشة الأول في واشنطن اليوم.
ولا تنتظر تصريحات حصرية حقيقية إلا من شاشة أمريكية او مصرية وفقط.
كما يبدو .. ترامب يريد هندسة الشرق الأوسط بالطريقة التي يريدها هو فحسب ، رؤية اليمين القومي الأمريكي للشرق الأوسط .. أمريكا تباشر مصالحها بنفسها في المشرق بعيداً عن الإبن المدلل إسرائيل وذلك بالاستيلاء على قطاع غزة باعتباره منطقة تجارية حرة على غرار هونج كونج ، هكذا تمتلك أمريكا ناصية البحر الأحمر والبحر المتوسط وتقطع الطريق أمام طريق الحرير الصيني ويضرب ايضاً التجربة المصرية الصاعدة بسلسلة موانئ البحر المتوسط (العريش ، العلمين الجديدة ، راس الحكمة ، خط سكك حديد طابا ـ العريش ، خط سكك حديد العين السخنة ـ العلمين الجديدة) إلى جانب الموانئ التقليدية في دمياط وبورسعيد والإسكندرية.
اهم أداة أمريكية للضغط على مصر لقبول التوطين او التهجير هو إعادة إشعال حرب غزة مرة أخرى ، عودة الحرب للقطاع تعني عودة نزيف الإقتصاد والعملة والسياحة والاستثمارات الأجنبية وايرادات قناة السويس والملاحة التجارية في البحر الأحمر ..
الاقتتال في قطاع غزة هو مفتاح فرض التهجير على الفلسطينيين باتجاه الحدود المصرية الفلسطينية ، ربما في مرحلة تالية يطلق ترامب نداء للشعب الفلسطيني في غزة بأن من يريد المغادرة سوف تكفل له أمريكا او إسرائيل الطريق ، وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس نصب بالفعل ممرات آمنة لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة باتجاه مطار رامون جنوب قطاع غزة في صحراء النقب ، او ميناء اشدود شمال القطاع على شواطئ البحر المتوسط.
الملاحظ ـ كالمعتاد ـ هو الدور الرخيص لإيران وحماس في إشعال المنطقة وقتما كان ذلك لمصلحة أمريكا وإسرائيل.
دعنا نطرح السؤال المهم .. في ظل هذا التهديد الأمريكي الخطير
هل هذا هو التوقيت المناسب للذهاب إلى توتر وإعادة دوامة العنف والقتال مع إسرائيل؟
الم تثبت جولات القتال بأسم مسرحية طوفان الأقصى عامي 2023 و2024 ان كافة جبهات القتال ذهبت لصالح إسرائيل ومن خلفها أمريكا.
الم تدخل إسرائيل لجنوب لبنان للمرة الاولي منذ عام 2000 وجنوب سوريا للمرة الأولي منذ عام 1967، وقطاع غزة للمرة الأولي منذ عام 2005، وللمرة الأولي على الإطلاق تقصف إسرائيل كلاً من العمق الإيراني وشمال اليمن علناً ؟
ماذا تبقى لمحور إيران ؟
ما تبقى لإيران هو قناة جنيف التي تتواصل بها مع الأمريكان وتتباحث عبرها اليوم مع إدارة ترامب.
ترامب كان صريحاً وقال تصريح مهم لم يأخذ حقه من التداول ..
وتقديري ان هذا التعتيم كان متعمداً ايضاً .. قال ان على إيران ان تمتثل للمطالب الأمريكية وحينما سئل عن المقابل الذى سوف تقدمه أمريكا ظن البعض أنه سوف يجيب تلك الإجابات التي كان يقدمها أمثال باراك أوباما وجو بايدن عن الملف النووي الإيراني او المشروع الإقليمي الوظيفي الإيراني ولكن ترامب كان واضحاً حينما قال “لن أقوم بقصفهم”.
إذن إيران خلف الكواليس يقال لها ببساطة اما ان تنفذ المطالب الأمريكية او يتم ضربها على غرار العراق 2003.
تعنت حماس الإثنين 10 فبراير 2025 في تنفيذ إتفاق الهدنة الموقع في يناير 2025 جاء بعد اول لقاء علني بين مرشد إيران ووفد حمساوي في طهران ، اللقاء تم في 8 فبراير 2025 بدعوى وجود وفد من حركة حماس لتهنئة ملالي طهران بذكرى انتصار ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية ، علماً بأنه اللقاء الأول من نوعه منذ تصفية إسماعيل هنيه في طهران يوليو 2024 ووقف إطلاق النار في قطاع غزة يناير 2025.
الوفد الحمساوي ضم خليل الحية القائم بأعمال رئيس الحركة ، ومحمد درويش رئيس مجلس شورى حماس ، والقيادي نزار عوض الله المفاوض الفلسطيني في اتفاق هدنة يناير 2025.
في نفس المرحلة ، تقدم إيران خدمة جليلة ـ ايضاً ـ لإسرائيل وأمريكا تتمثل في افتعال مشاكل حدودية بين سوريا ولبنان ، حيث يفتعل فلول الوصاية الإيرانية على سوريا ولبنان مشاكل بين الأنظمة الجديدة في دمشق وبيروت ، والهدف هو إشعال الغضب بين تلك القيادات الجديدة التي لم تشارك طهران في تنصيبها ، الرؤساء جوزيف عون ونواف سلام وأبو محمد الجولاني.
تعود إيران إلى دورها الأمريكي الصهيوني الوظيفي ، وعصا ترامب الغليظة مشهرة بوجه المرشد الإيراني الخائن الذى قدم للغرب رقبة حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ونبيل قاووق وإسماعيل هنيه وإبراهيم رئيسي ويحيي السنوار ومحمد الضيف وحسين أمير عبد اللهيان ، وضحى بـ حزب الله والجماعة الإسلامية اللبنانية وحركة حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والبعث السوري كل هذا من اجل إنقاذ رقبة النظام الإيراني في ولاية جو بايدن.
والحل .. المعالجة المصرية هي الحل ، تمتلك مصر أدواتها القادرة على التصدي لمؤامرة التهجير نسخة 2025 طبعة دونالد ترامب ، لن نذهب إلى تنظير سياسي او أيديولوجي ولكن أفكار القومية العربية والوحدة العربية قد سقطت بالفعل على وقع التطورات ولكن تظل هنالك آليات أخرى عبر جامعة الدول العربية يمكن تفعيلها وقامت مصر بتفعيلها في الساعات الأخيرة وتتمثل فى “العمل العربي المشترك”.
الشرق الأوسط بانتظار ما سوف تسفر عنه اللقاءات العربية الأمريكية خلال فبراير 2025، انتهاء بالقمة العربية العاجلة في القاهرة نهاية الشهر.
