مقالات

عنتريات في السياسة بين إلغاء الأمم المتحدة والمعاهدة

✍️ يوحنا عزمي 

اول من فكر في إلغاء منظمة الأمم المتحدة هو الرئيس الأمريكي جورج بوش الإبن ، وجاهر بهذا الرأى عام 2001 في عامه الأول بالحكم وكانت حجته ان أمريكا تنفق الكثير على مؤسسة دولية لا تخدم السياسة الأمريكية.

رفضت عدة دول هذا التوجه من ضمنهم مصر ان لم يكن على رأسهم مصر ، وان تطوير الأمم المتحدة هو الحل وليس إلغاء الأمم المتحدة.

الأمم المتحدة حتى مع تكبيل وتعطيل دورها مفيدة لنا اكثر مما هي مفيدة لأمريكا ، أمريكا بكل ما لديها من نفوذ وفيتو داخل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة ، لم تستطع إيقاف قرارات صدرت عن مجلس الأمن منها ما ينص على إقامة الدولة الفلسطينية وحل الدولتين وانسحاب إسرائيل من أراضي يونيو 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وغيرها.

كافة المرجعيات التي تبنى عليها السياسة العربية والمصرية اليوم لرفض مخططات ترامب بحق قطاع غزة مبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي بحق القضية الفلسطينية.

لذلك استغرب حينما يخرج علينا بكل اسف الكثير من السفهاء أبناء سنة أولى سياسة يقولوا لك “لازم نلغي الأمم المتحدة” وكأنك فاهم ايه البديل او فاهم تبعات عدم وجود الأمم المتحدة او تبعات إلغاء كل ما اتفق عليه العالم في الأمم المتحدة.

عنتريات عنتريات 24 ساعة .. ألغي الأمم المتحدة ألغي المعونة الأمريكية ألغي إتفاقية كامب ديفيد والحرب حتمية مع إسرائيل وأمريكا والكون والفضاء الخارجي .. عنتريات لا تنتهي لشخصيات فشلت في إدارة حياتها الشخصية وتتحدث عن إدارة دولة بحجم مصر في إقليم بحجم الشرق الأوسط أمام تحديات بحجم الصراع الدولي الحالي.

لسا البعض عايش في سكربتات اشتراكية وناصرية حتى لو أدعي العكس. المساعدات الأمريكية مش منحة من أمريكا عشان نتكبر عليها .. المساعدات جزء من ترتيبات مصرية أمريكية وليست جزء من المعاهدة بالمناسبة ، لها علاقة بالمصالح المصرية الأمريكية المشتركة وبسلامة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.

المساعدات كقيمة مالية معدش ليها لازمة ، بمعني ان مصر سنوياً يدخلها مساعدات واستثمارات او حتى منح تقريباً عشر أضعاف الرقم الخاص بالمساعدات الأمريكية ، ولكن تلك المساعدات هي ترمومتر/مقياس العلاقات المصرية الأمريكية ، ترمومتر ينسحب على معادلات كتيرة قوي إقتصادية وتجارية واستثمارية قبل ما تبقا سياسية او عسكرية.

مصر عملت حساب قطع المساعدات منذ أواخر التسعينات ، بس لن تكون الطرف الذى يلوح بعنتريات عفا عليها الزمن بأنها لا تريد تلك المساعدات.

اما المعاهدة .. فهي ديباجة انتصارك وصك مجدك الحربي في الصراع العربي الإسرائيلي .. إنما للأسف البعض لو غبنا عنه نص يوم بيرجع للأعلاف اليسارية والإخوانية والناصرية عن المعاهدة حتى لو أدعي أنه مش يساري او إخواني او ناصري .. 

الغاء المعاهدة مسعي أمريكي قبل ان يبقا إسرائيلي.. واسرائيلي قبل ان يبقا اى طرف اخر .. انت اللى لسا ماشى ورا افيون الاسلامجية واعلاف اليسار ان المعاهدة كانت هزيمة ما او تكبيلة ما او تنازل ما .. يوم ما تفوق وتفهم وتتخلص من كل هذا الهراء هتبطل المهبدة بتاعت “في داهية المعاهدة”.

اما الحرب الحتمية : فهى غير حتمية بالمرة على الأقل في هذه الفترة. الحروب لم تعد جيوش فحسب ولكن اليوم هنالك استراتيجات نصر بلا حرب ، افضل من طبقها في العصر الحديث هو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى انتصر في حروب أوباما وبايدن دون ان يطلق رصاصة واحدة.

الحقيقة مصر بتحارب فعلا بس نمط حديث من الحروب ، ولم تخفي مصر ذلك ، ولكن أبناء ديباجات العنتريات والميكروفونات ومسدسات الصوت لسا اعينهم على نمط قديم من الحروب ، يشجعون عليه رغم أنهم اخر من يحتسب فواتيره الإقتصادية وآثاره الإجتماعية.

يارب نفوق ونركز كدا ونبطل عنتريات .. ومصر ليست لديها هذه المراهقة السياسية او ما وصفها لينين نفسه بـ”الطفولة اليسارية”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!