ابداعات

أشباه الرجال

✍️زينب عبد الحفيظ 

 

لا تُنازعني، واخلق من الحدود حديدًا.

أتُراني مترفة؟ مترنحة على خطى اللهيب؟

أستدعيك كيفما شاء عقلي، وأقذفك كعود ثقاب.

اخشاني يا رجل، وانظر إليَّ باقتضاب.

أمثالك لا يغفون عني، درستك منذ سن الحروج،

منذ أن أبصرت عيناي وتخبط قلبي بدلًا من ضخ الدماء.

 

أشاغب الطريق، وأجوب الأزقة، وألملم بقايا مشاعر مهلكة،

وأحفظها في مهدٍ ضيّق، بذاكرة مشحونة بخيالات متجسدة.

ألون شفتيَّ بدمٍ قاتم، مأخوذ من قلبٍ مخادع،

يستعطفني بنظراتٍ مزيفة.

 

كنت آتيك غير مرغمة، بثوبٍ مشبعٍ بهمسات متخبطة،

أقف أمامك كأنني أتصادم مع الخريف،

فصل مرتد عن القوانين.

كل شيء حولي ثابت، إلا أنني أتساقط بداخلي،

ويهتز بدني، وتجوب الدماء وجنتَيّ.

 

أراك كالثّلج، تبتسم بتشفٍّ، وتصافحني بتأنٍّ مقتصد.

تبددت مشاعري نحوك آنذاك، فنحرت قلبي، وبترت مشاعري.

 

ماذا دهاك؟

أتظنني قاحلة؟ ولم يسرِ بي شذى الهوى؟

خسئت أفكارك، وغرب عنك الدهاء.

كشفتك يا رجل، بل يا شبه رجل،

أنت وأمثالك قطيعٌ متشبه بالرجولة.

 

وأنا أنثى ماكرة، قائدة نفسي، وسيدة مخادعة.

منذ أن لمس عقلي بك صقيعًا مستنفرًا،

أدركت شخصك، ووقفت أمام مشاعري الفياضة،

روّضتها، وأذللت قلبي. أنا امرأة، أُجيد تكليب فيض قلبي، وتكميد نزف مشاعري

وأتدارك انهياري.

لن تقوى على الفتك بي.

 

أتودّ اللعب؟

فلنُعدّ العدّة، ونلهُ حتى يخمدك كبرياء الرجال،

بل غرور الذكور. أقف بشموخ، وأطالعك بمهانة.

لقد وقعت مع أشدّ النساء جبرًا،

ربما إن كانت أخرى، لخرّت تحت قدميك،

تنثر لك عزتها، وتنزف من عينيها الدهور.

 

تروق لي لحيتك المشبعة بالدموع،

لكن لن ترفّ جفوني،

بل سأغرس بك أسنّة السيوف.

عيناي حادتان، تفيض منهما السخرية.

 

أرأيت من أشدّنا بالتلاعب؟

صقيعك أشدّ من صقيعي؟

أم أن برودنا تضارب في الهواء،

فأحدث جليدًا أشدّ بطشًا من ثلوج الجبال؟

 

أحببتك، وعضضت قلبي كضبعٍ خائن.

تَبًّا لسخافة أنوثتي، وحماقة براءتي.

أطحت بي، ولكمت روحي.

أتظن هذا من شيم الرجال؟

 

جعلت الغضب يتخذني مسكنًا،

وأصبحت أزفر الهواء بحرقة.

كيف أقتلك دون أن تغادر الحياة؟

قف أمامي، لكن دون أن أشعر بأنفاسك.

 

منذ رحيلك وأنا أحدّ خنجري،

وأُهيئ نفسي لسفك الدماء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!