✍️ يوحنا عزمي
في غضون 48 ساعة فقط، وقعت تطورات مفصلية تشير إلى أن العالم يدخل مرحلة جديدة من التوترات والصراعات السياسية والعسكرية. إليك تفصيلًا لما جرى :
1- كولومبيا تكسر الخطوط الحمراء : دعوة علنية للتطوع ضد إسرائيل ..
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو ألقى منذ يومين خطاباً نارياً في الأمم المتحدة ، وصف فيه ما يحدث في غزة بأنه “إبادة جماعية”، واتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ. لكن الجديد كان أمس :
أعلن رسمياً عن فتح باب التطوع الشعبي للقتال ضد إسرائيل بهدف “تحرير فلسطين”.
صرح بأنه سيضع اسمه شخصياً على قائمة المتطوعين.
قاد مظاهرة مناهضة لإسرائيل في نيويورك وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية.
وجه نداءً مباشراً إلى الجنود الأمريكيين بأن يتمردوا على أوامر ترامب التي وصفها بأنها “جرائم ضد المدنيين”، داعياً إياهم للإنصات إلى صوت الإنسانية.
الرد الأمريكي لم يتأخر :
ألغت السلطات الأمريكية تأشيرة بيترو بعد مغادرته.
أعلنت أن الإجراء جاء بسبب تحريضه ضد الدولة والجيش الأمريكي.
لكن غوستافو بيترو لم يتراجع ، بل :
أعلن وقف شراء السلاح من الولايات المتحدة.
أكد التوجه نحو التعاون العسكري مع روسيا، الصين، وتركيا.
هذا التحول يمثل ضربة إستراتيجية للولايات المتحدة من جارٍ تقليدي في أمريكا اللاتينية.
2- ترامب يطرح خطة لإنهاء حرب غزة .. تمهيدًا لمعركة أكبر
ردًا على انهيار الصورة الأمريكية عالمياً ، أعلن ترامب عن خطة لوقف إطلاق النار في غزة تتكون من 21 بندًا، أبرزها:
تبادل الأسرى (رهائن مقابل معتقلين فلسطينيين).
إنسحاب إسرائيلي كامل من غزة.
إيقاف ضم الضفة الغربية.
دخول 600 شاحنة مساعدات يومياً.
تشكيل إدارة تكنوقراطية مستقلة (بدون حـمـاس).
بدء مسار لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
المفاجأة :
حـمـاس وافقت على الخطة.
الكرة أصبحت في ملعب نتنياهو الذي يرفض على الأرجح.
لـمـاذا ؟
لأن القبول بها سيُعتبر هزيمة سياسية وعسكرية.
لم تحقق إسرائيل هدفها بالقضاء على حـمـاس.
انتهاء الحرب بهذا الشكل يعني سقوط حكومة نتنياهو وربما محاكمته كمجرم حرب.
في خطابه الأخير ، تجاهل نتنياهو الخطة تماماً ، واختار بدلًا من ذلك الحديث عن “محور الشر الإيراني” و”حرب نهاية الزمان”، لكنه كان يخاطب قاعة شبه فارغة ، بعد إنسحاب معظم الوفود الدبلوماسية في مشهد اعتبره الإعلام العالمي دليلًا على العزلة الدولية لإسرائيل.
3- أمريكا تُعد العدة لغزو فنزويلا … والهدف : النفط
بالتزامن مع خطة وقف الحرب في غزة ، ظهرت تقارير استخباراتية وإعلامية تؤكد تحرك أسطول أمريكي مكون من 8 سفن حربية وغواصة نووية نحو سواحل فنزويلا.
الذريعة الرسمية : محاربة عصابات تهريب المخدرات.
لكن الواقع ؟
السيطرة على احتياطات فنزويلا النفطية ( الأضخم في العالم ).
منعها من تصدير النفط إلى روسيا والصين.
التحركات المقابلة من كاراكاس :
الرئيس نيكولاس مادورو أعلن حالة طوارئ شاملة.
دعا المدنيين للالتحاق بتدريبات عسكرية سريعة.
تحويل المدارس والمستشفيات إلى ملاجئ ومراكز طوارئ.
حذر من أن أي ضربة أمريكية ستكون بمثابة إعلان حرب.
الخطير؟ فنزويلا ترتبط باتفاقية دفاع مشترك مع روسيا. ما يعني أن أي تصعيد قد يؤدي لتدخل مباشر من موسكو.
4- أوكرانيا تحضر لـ “خدعة كبرى” قد تشعل حرباً عالمية
وسط تراجع الجيش الأوكراني أمام التقدم الروسي، ظهرت تقارير أوروبية تفيد بأن كييف تخطط لعملية “علم زائف” (False Flag Operation) بهدف :
تنفيذ هجمات وهمية على قواعد تابعة للناتو في بولندا ورومانيا باستخدام طائرات مسيرة روسية تم الاستيلاء عليها.
إلصاق التهمة بروسيا.
دفع الناتو إلى حرب مباشرة مع موسكو.
ما يعزز صدقية التقارير :
هجمات مسيرة غامضة ضربت مطارات في أوسلو وكوبنهاغن مؤخراً.
روسيا نفت علاقتها بها.
المتحدثة باسم الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” أكدت الخطة على تيليغرام ، وقالت : “أوروبا لم تكن بهذا القرب من حرب عالمية ثالثة في تاريخها الحديث.”
ما الذي تعنيه كل هذه الأحداث مجتمعة ؟
هناك تحولات درامية في التحالفات السياسية والعسكرية.
عودة لأجواء الحرب الباردة .. وربما اسوأ.
الصراعات الإقليمية لم تعد محلية ، بل تُستخدم كذريعة لصفقات وتسويات كبرى.
مستقبل الشرق الأوسط ، أمريكا اللاتينية ، وأوروبا على شفا تصعيد مفتوح قد يطال الجميع.
الأيام المقبلة قد تشهد تطورات حاسمة وخطيرة، وكل قرار يُتخذ الآن في كواليس الأمم المتحدة أو غرف العمليات في واشنطن وموسكو قد يُعيد تشكيل النظام العالمي بالكامل.