مقالات

الصين تُشعل الشرق الآسيوي : تهديدات حرب مع اليابان وتحضيرات لغزو تايوان في أخطر 72 ساعة سياسية بالعالم

✍️ يوحنا عزمي

في الأيام الأخيرة ، المشهد الآسيوي اشتعل بوتيرة غير مسبوقة ، كأن العالم كله بيتزحزح من مكانه وبيتهيأ لزلزال جيوسياسي جديد. التهديدات الصينية المباشرة لليابان في مجلس الأمن ، وتصريحات بكين عن “حقها في الدفاع بكل الوسائل”، مش مجرد انفعالات دبلوماسية ، لكنها تحولات عميقة في نبرة القوة داخل شرق آسيا، وتحركات محسوبة بدقة بتقرب المنطقة كلها من حافة صدام ممكن يشعل أكبر أزمة في المحيط الهادئ من نهاية الحرب العالمية التانية لحد النهارده.

القصة بدأت من عند اليابان ، اللي كانت دايماً بتمشي على حبال الدبلوماسية الهادية ، وفجأة لقت نفسها بتقرر تتكلم بصوت عالي وصريح. تصريحات رئيسة الوزراء الجديدة كانت ضربة رمزية في قلب بكين قبل ما تبقى ضربة سياسية ؛ لأنها لأول مرة من سنين طويلة بتربط مستقبل اليابان مباشرة بمصير تايوان ، وبتعتبر إن أي غزو صيني للجزيرة هو تهديد وجودي لطوكيو.

الجملة اللي اتقالت في البرلمان الياباني كانت كأنها بيان تعبئة ، إعلان رسمي إن اليابان مش هتفضل واقفة تتفرج  لو الصين قررت تنفذ خطتها القديمة وتضم تايوان بالقوة.

الخطير هنا مش الجملة نفسها، لكن مين اللي قالها. لما دولة زي اليابان ، اللي تاريخها مع الصين مليان حروب ومذابح وذكريات دموية، تعلن موقف واضح كده، ده معناه إن الباب القديم بين البلدين اتقفل، واتفتح باب جديد مش مبني على الاقتصاد ولا السياحة ولا الشراكات .. لكن على الاستعداد للمواجهة. ومع وجود معاهدة أمنية حديدية تربط واشنطن بطوكيو ، يبقى أي اشتباك ياباني – صيني هيسحب وراه أمريكا بشكل تلقائي ، وده بالضبط اللي كانت الصين مش عايزة تشوفه بيحصل في الوقت اللي بتجهز فيه لمرحلة مصيرية في ملف تايوان.

رد الصين جه سريع ، غاضب ، ومتصاعد. من الإهانات الإعلامية ، للخطابات الرسمية في الأمم المتحدة ، لحد استخدام ورقة “الدفاع عن النفس بكل الوسائل”. وورا الهجوم الدبلوماسي ده ، بكين بدأت تضرب في المنطقة  اللي بتوجع اليابان اقتصادياً : السياحة. وقف الرحلات ، إلغاء الفعاليات ، تجميد التأشيرات ، سحب الأفلام اليابانية ده كله مش مجرد عقاب ، لكنه رسالة واضحة : “احنا نقدر نضرك بطرق مش ملحوظة بس مؤلمة”.

لكن خلف الستار ، كان فيه تطور أخطر من كل ده.

الصين ما كانتش مشغولة بس بتأديب اليابان .. كانت في نفس الوقت بتدرس وتجرب شيء ممكن يغير شكل أي حرب في المستقبل : إطفاء سماء تايوان.

الورقة العلمية اللي نشرها فريق باحثين صينيين كشفت استعدادات غير مسبوقة لتجهيز آلاف الطائرات المسيرة، اللي هتتجمع فوق الجزيرة زي سحابة هندسية مدروسة، وتشتغل في وقت واحد على تعطيل الإتصالات بالأقمار الصناعية ، خصوصًا شبكة ستارلينك اللي ثبت إنها الحبل السري اللي أنقذ أوكرانيا خلال الهجمات الروسية ، وخلى موسكو عاجزة عن قطع الإنترنت رغم كل تقنيات التشويش المتقدمة اللي استخدمتها. الصين فهمت إن أول خطوة في أي غزو ناجح لتايوان مش إنزال قوات … لكن قطع أذن الجزيرة عن العالم.

بالتوازي ، كانت واشنطن بتعمل خطوات سريعة عشان تتفرغ للملف الصيني. خطة السلام اللي اتفرضت على أوكرانيا ، والقبول اللي أعلنه زيلينسكي بشروط بتقرب للاستسلام ، مش جايين من فراغ. أمريكا مش عايزة  حربين كبيرتين في نفس الوقت ، ولا عايزة مواردها السياسية والعسكرية تتشتت. هي دلوقتي بتركز على  الخطر اللي شايفاه قادم ، خطر ممكن يهز الإقتصاد العالمي ، ويعيد رسم التحالفات ، ويقرب العالم من مواجهة مباشرة بين قوى نووية كبيرة.

كل التحليلات – سواء في الصحافة الغربية أو مراكز الدراسات الآسيوية – بقت بتتكلم بوضوح عن إن لحظة الصدام حوالين تايوان مش بعيدة ، وإن الشهور اللي جاية ممكن تكون مقدمة لمرحلة أعنف من أي حاجة شفناها في الشرق الأقصى من سبعين سنة. مشهد مكون من ثلاث قوى ضخمة : الصين اللي بتستعد بثقة ، اليابان اللي رجعت تستخدم صوتها ، وأمريكا اللي بتعيد ترتيب أولوياتها بسرعة غير معتادة.

الخلاصة إن اللي بيحصل مش أزمة عابرة ، لكنه إعادة توزيع جديدة لقوة العالم. الصين ما بقتش بتناور بس حول جزيرة تايوان ، لكنها بتلوح بمواجهة مفتوحة ضد اليابان، والدول الكبرى كلها بترائب المشهد ده بقلق ، لأن أي شرارة صغيرة ممكن تقلب المنطقة كلها ، وتغير شكل القرن اللي إحنا عايشين فيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!