ابداعاتخواطر

أهلا رمضان

عصام أحمد عويس

 

     رمضان كريم، جملة رائعة نترقبها كل عام، وبقدوم هذا الشهر الكريم تهل علينا روائحه العطرة. 

 

كنت بالأمس أُعِد مع عائلتى شنط رمضان والزينة التى سوف تزين شارعنا، تحركت مشاعري وانطلقتُ أكتبُ هذه السطور.

 

     تمتاز مصر عن سائر البلاد بمظاهر احتفالية مختلفة حيث تمتلئ شوارعنا بزينة رمضان يتوسطها الفانوس، وتعلوا الجوامعَ الأنوارُ متزينةً فرحةً بقدوم رمضان. 

 

ويتحول الشارع المصري إلى احتفالية كبرى، وتنشط حركة الناس في الأسواق لشراء مستلزمات رمضان الكريم. 

 

وينطلق الأطفال بالفوانيس، وينشدون “حاللو يا حاللو رمضان كريم يا حاللو”، “حل الكيس وادينا بقشيش، لنروح مانجيش يا حاللو”، “لياليك الحلوة الزينة على الجمهورية هلُّوا”.

 

      ينتظر الجميع ثبوت رؤية هلال رمضان حيث يعلن المفتي غدًا أول أيام شهر رمضان المبارك؛ فتغمر السعادة قلوبنا، وينطلق الناس إلى المساجد لأداء صلاة التراويح حيث تمتلئ المساجد وتعمر بالمصلين بين راكع وساجد ومبتهل ومتضرع إلى الله بالدعاء خاشعًا؛ قلبهُ فرحٌ بقدوم رمضان في روحانيات جميلة، وتمتلئ الأرض بالملائكة سعيدة بقدومهم من السماء سعداءَ حاملين البشرى للمؤمنين .

 

        يزدحم الناس حول الباعة فرحين، فهذا بائع الفول يصيح مغنيًا “إن خلص الفول أنا مش مسؤل”.

 

        وذاك بائع الكنافة والقطائف، الزبائن كثيرة ملتفة حوله، ويدور المسحراتي بطبلته مغنيًا: “اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم، “وقول نويت بكره إن حييت الشهر صايم والفجر قايم، اصحى يانايم وحد الرزاق رمضان كريم”.

 

     وينطلق مدفع الإفطار وتعلو أصوات الأطفال مهللين “مدفع الإفطار اضرب” ويُرْفَع أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت رحمه الله، وتجلس جميع الأسر في وقت واحد يتناولون طعام الإفطار.

 

     وما أدراك بأطباق رمضان الشهية؛ كالكنافة والقطائف والمحشيات والمشويات والسلطات، والمشروبات المنعشة كالتمر بالحليب والمانجو والخروب والليمون.  

 

     وانت تسير في مصر تجد موائد الرحمن في كل مكان في المحروسة لنجدة عابر سبيل أو فقير، وتجد الشباب والأطفال يوَزِّعون أكياسَ البلح والمشروبات، كم أنت جميل يا شعبي وكم أنتم كرماء يا أهلي.

 

      ويرفع الأذان لصلاة العشاء، وينطلق المسلمون لأداء صلاة العشاء والتراويح، فتغمرهم السعادة الروحانية، ويتبادل الأهل والأصحاب الزيارات والعزائم في هذا الشهر الكريم المبارك.

 

     وتمر أيامُ الشهرِ الكريم، ونحن في قمة السعادة فرحين بصيامه، سعداء بقيام لياليه، نسعد بقربنا من الله.

 

     ويقتربُ العيدُ، وتنتشر صاجات الكحك هنا وهناك؛ وتمتلئ المخابز بالناس، وعلى الجانب الآخر نرى محلات الملابس وقد تزينت، تعرض أجمل ما لديها لزوارها لشراء ملابس العيد، ما أجمل تلك الأيام، ثم تأتي ليلة القدر بجمالها وصفائها.

 

     نتضرع إلى الله خاشعين متذللين مصليين؛ لنسعدَ بالغفران في تلك الليلةِ الجميلة، والتي قال عنها الله تبارك وتعالى أنها خيرٌ من ألف شهر، ونؤدي زكاةَ فطرنا من أول يوم من الشهر الكريم إلى آخره ليسعد إخواننا المحتاجين؛ الكل سعيد لا يوجد شقي في هذا الشهر إلا من اختار لنفسه الشقاء بعصيانه وبعده عن الله.

 

     وتتوالى الأيام المباركات ثم يأتي العيد، وقد انتهى السباق؛ وقد ربح فيه من ربح، وخسر من خسر، لنسعد به فرحين بصيامنا وقيامنا وزكاتنا؛ وننال الجائزة الكبرى.

 

    وتنطفئ الأنوار؛ ويذهب رمضان، وبعده ليالي العيد، ولكن يبقى أثرُه في نفوسنا وعقولنا، وتظل أرواحنُا متلهفةً إلى رمضان القادم، لا أوحشنا الله منك يا رمضان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!